اتفاق اردني سوري لتأسيس علاقات اقتصادية جديدة
مدار الساعة - اتفق القطاعان الخاص الاردني والسوري على تأسيس علاقات اقتصادية وتجارية جديدة تبنى على الشراكة والمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
واتفقا كذلك على ضرورة إزالة اية معيقات تقف في طريق تعاون البلدين الاقتصادي، والاستفادة من مرحلة إعادة الإعمار في سوريا وفتح الحدود البرية وتحريك عجلة الاستيراد والتصدير بالاتجاهين.
واكدا خلال لقاء اعمال اردني سوري مشترك اليوم الاربعاء بالعاصمة دمشق ونظمته غرفة تجارة الاردن بالتعاون مع اتحاد غرف التجارة السورية ان البلدين يرتبطان بعلاقات اخوية راسخة تستند على ارث تاريخي ومصالح مشتركة بمختلف المجالات، وعلى رأسها الاقتصادية.
يذكر ان وفدا اقتصاديا اردنيا يضم فعاليات تجارية وصناعية وخدمية بدأ امس الثلاثاء زيارة عمل رسمية الى سوريا تستمر عدة ايام بدعوة من اتحاد غرف التجارة السورية، على هامش افتتاح معرض دمشق الدولي.
ويضم الوفد الذي يرأسه النائب الاول لرئيس غرفة تجارة الاردن غسان خرفان اكثر من 80 رجل اعمال يمثلون قطاعات الصناعة والتجارة والزراعة والنقل والتخليص وقطاع الخدمات وتكنولوجيا المعلومات.
واكد خرفان في كلمة القاها امام المشاركين باللقاء ان القطاع الخاص الاردني يرغب بوضع لبنة جديدة على طريق التعاون الاقتصادي بين المملكة وسوريا والاستفادة من الفرص الكبيرة الزاخرة باقتصاد البلدين.
وقال ان القطاع الخاص الاردني حريص كذلك على بناء شكل جديد لعلاقاتنا الاقتصادية تقوم على التشاركية والتكامل مستندين على ارث تاريخي قوي وراسخ ووشائج اجتماعية عميقة تجمع الشعبين الشقيقين.
واكد خرفان ان اصحاب الاعمال الاردنيين، وعلى اختلاف قطاعاتهم التجارية والصناعية والخدمية، يؤمنون بحتمية العمل كفريق واحد لتحقيق ما نصبو اليه من مستقبل يتحدث لغة الاقتصاد والتجارة، داعيا الى تأسيس شراكات قوية تسهم بإعادة مبادلات البلدين التجارية لسابق عهدها.
وقال ان سوريا تمثل شريانا تجاريا مهما للاردن، ومنها تنساب تجارة المملكة الى اوروبا والعديد من الدول المحيطة سواء لجهة التصدير او الاستيراد او الترانزيت، مثلما يمثل الاردن بوابة للمنتجات والبضائع السورية للعبور بأمان الى اسواق دول الجوار.
وقال خرفان "نحن كقطاع خاص على استعداد لتوفير كل الدعم لتذليل اية عقبات تقف امام انسياب حركة التجارة بين البلدين من خلال التعاون مع مختلف الجهات الرسمية المعنية بالمملكة".
واضاف ان عودة تجارة المملكة مع سوريا الى سابق عهدها يمثل طوق نجاة للاقتصاد الوطني الذي يواجه اليوم تحديات كبيرة بفعل الظروف الاقليمية التي اسهمت باغلاق الاسواق التقليدية امام الصادرات الوطني.
واكد خرفان ان الوفد يزور سوريا لوضع "خارطة طريق" لشكل العلاقة الاقتصادية المستقبلية للبلدين والتي سيكون عمادها تبادل المنافع التجارية، مبينا ان اصحاب الاعمال الاردنيين حريصون على اقامة شراكات تجارية واستثمارية قوية تضع مصالحنا العليا بمقدمة الاولويات.
بدوره، اشار رئيس غرفة صناعة عمان العين زياد الحمصي الى ان العلاقة المميزة بين الأردن وسوريا تعتبر انموذجا يحتذى، ويرتبط البلدان بأواصر تاريخية متجذرة انعكست ايجابيا على العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية بينهما، مؤكدا حرص الاردن على امن وسلامة ووحدة سوريا.
وقال ان القطاع الخاص الاردني يتطلع لعلاقات اقتصادية متنامية ومتكاملة، ومزيدا من لقاءات رجال الاعمال من الصناعيين والتجار في البلدين الشقيقين، والعمل على توفير المناخ لإقامة مزيد من المشاريع المشتركة وتذليل أي صعوبات تعترض المسيرة الاقتصادية.
واضاف العين الحمصي ان اصحاب الاعمال الاردنيين يقدمون أنفسهم كشركاء في الخبرة والعمل ورأس المال في مرحلة إعادة الإعمار بعدما سكنت رياح عدم الاستقرار في سوريا الشقيقة.
الى ذلك، عبر رئيس اتحاد الغرف التجارية السورية رئيس غرفة تجارة دمشق محمد غسان القلاع عن سعادته بزيارة الوفد الاردني، مؤكدا ان سوريا نفضت عنها غبار الحرب وبدأت تستعيد ألقها يوما بعد يوم.
واشار الى ان العلاقات الاردنية السورية لها جذور تاريخية قديمة، ويوجد بين الدولتين الجارتين علاقات اجتماعية وثقافية واقتصادية مشتركة، ويجب ان تكون دوما جيدة وعلى مستوى عال من التنسيق وتبادل الاراء.
وقال القلاع" نأمل ان يأخذ لقاء اليوم منحنى ايجابيا لمصلحة البلدين، فالمرحلة المقبلة لسوريا تبشر بالخير وستشهد عملية إعادة اعمار وبناء واستثمار غير مسبوقة".
واوضح ان الدورة الجديدة لمعرض دمشق الدولي ستشكل النافذة الاهم لاطلالة الشركات العربية والاجنبية على الاقتصاد السوري والاطلاع على المناخ الاستثماري وخاصة بعد تحسن الوضع الامني.
واشار الى ان المعرض يشكل فرصة طيبة تساعد اصحاب الاعمال في التواصل، فيما بينهم وبما يسهم بتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين سوريا والاردن والعمل على رفع حجم التبادل التجاري.
وناقش اللقاء تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين وإزالة المعيقات التي تقف في طريق ذلك، بالاضافة لعقد لقاءات ثنائية بين اصحاب الاعمال من الطرفين بهدف اقامة شراكات تجارية واستثمارية تخدم مصلحة الاقتصادين الاردني والسوري.
يذكر ان فعاليات معرض دمشق الدولي في دورته الستين ستفتتح غدا الخميس بمشاركة 48 دولة و1700 شركة سورية وعربية ودولية وعدد من رجال الأعمال.
ويضم المعرض الذي يستمر حتى الخامس عشر من الشهر الحالي فعاليات وأنشطة اقتصادية وثقافية عديدة، منها مهرجان تسوق خاص بالاسرة السورية ومعارض متخصصة ومعارض البنوك والتأمين وقطاع الالبسة والمواد الغذائية والهندسية.