الدباس يكتب: انتهاء صراع الأجنحة داخل الإدارة الأمريكية.. تجاه حركة حماس؟

الدكتور محمود عواد الدباس
مدار الساعة ـ نشر في 2025/03/18 الساعة 00:36
1/3
نعم. كان هنالك ثلاثة أجنحة داخل الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالموقف من حركة حماس. الجناح الأول كان يمثله وزير الخارجية الأمريكي. أما الجناح الثاني فيمثله المبعوث الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط. ثم الجناح الأخير وكان يمثله المبعوث الأمريكي الخاص بالرهائن. مع التأكيد على أن هؤلاء الثلاثة يرجعون في قراراتهم إلى الرئيس الأمريكي ترامب، فهو الرأس الذي يحرك كل الأجنحة ضمن تعدد الخيارات السياسية التي يسير عليها. ترجمة لذلك: شهدنا خلال الأسابيع الماضية تصريحات متباينة تجاه حركة حماس تعكس مواقف الأجنحة الثلاثة. حيث كان هناك تصريح إيجابي تجاه حماس مثله المبعوث الأمريكي الخاص بالرهائن، وهو الذي يمثل الجناح الأبعد عن إسرائيل والأقرب إلى حماس. في المقابل، كان هناك تصريح سلبي تجاه حماس مثله المبعوث الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط، فهو يمثل الجناح الأقرب إلى إسرائيل والأبعد عن حماس. أما موقف وزير الخارجية الأمريكي، فلم يكن إيجابيا أو سلبيا، أي أنه كان دبلوماسيا ورماديا.
2/3
إلى ما قبل عدة أيام، كان هذا هو المشهد: ثلاثة أجنحة برأس واحد. لكن المعطيات الجديدة، وربما أنها تعود إلى نفوذ إسرائيلي داخل بعض المؤسسات الأمريكية، ومنها مجلس الشيوخ، فقد أدت إلى الإطاحة بالجناح الإيجابي تجاه حركة حماس، والذي كان يمثله المبعوث الأمريكي الخاص بالرهائن. حيث تم إقالته من منصبه، ليبقى في المشهد جناحين اثنين هما جناح المبعوث الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط، وهو جناح سلبي تجاه حركة حماس كما أشرنا، والجناح الذي يمثله وزير الخارجية الأمريكي، الذي بات يتحدث عن منجزات المبعوث الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط. عزز ذلك الضربات الجوية التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية على الحوثيين في اليمن، والتي تعتبر أنها رسالة غير مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى حركة حماس مفادها أن تهديدات الرئيس الأمريكي أنها يمكن أن تنفذ!، وأنها ليست مجرد كلام يقال؟.
3/3
ختاما، كان هنالك فرصة تاريخية خلال الأسابيع الماضية أمام حركة حماس في إيجاد فجوة في العلاقة الأمريكية الإسرائيلية حول مستقبل غزة. لكن لأسباب لا أعلمها، ضاعت تلك الفرصة. نتيجة لذلك، عادت أمريكا في خدمة الرؤية الإسرائيلية من جديد؟
مدار الساعة ـ نشر في 2025/03/18 الساعة 00:36