شكرا أحلام

مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/03 الساعة 23:52

الفنانة أحلام شخصية مثيرة ومؤثرة. على حساب "انستغرام" الذي يمثلها ما يقارب ثمانية ملايين متابع. خلال السنوات الماضية بقيت أحلام أحد أكثر أعضاء لجان التحكيم لبرامج "محبوب العرب-Arab Idol"، ففي كل حلقة من حلقات البرنامج كانت أحلام تفاجئ الجماهير بتعليق أو موقف أو حكم أو مناكفة لزميل يتحدث عنها الجمهور لأيام.

خلال هذا الصيف، حلت النجمة العربية ضيفة على مهرجان صناعة النجوم "جرش"، وقد صاحب زيارتها للأردن زوبعة من الانتقادات منذ وصولها وحتى مغادرتها البلاد. في الأردن حيث أصبح النقد والتشكيك سمة يعبر من خلالها البعض عن وطنيتهم الزائدة نشر البعض صورا للضيفة العربية وهي تغادر قاعات الوصول معترضين على الحفاوة ومعتبرين أن ذلك اختراق للتقاليد من دون الالتفات، إلا أنها نجمة عربية تحب بلادنا وتقف مع قضاياه وتعبر عن رأيها بدون مواربة أو تدليس.

وما إن انتهت مشاركتها في المهرجان وظهرت صورتها في زيارة للمدينة الوردية حتى تضاعف النقد الإلكتروني لاستخدامها طائرة عمودية عسكرية؛ حيث تمادى النقاد في قصصهم وتبريراتهم وحججهم وحساباتهم لدرجة تشعر المتابع بأن الزيارة هي السبب الرئيس لكل ما يعانيه الأردن من مشاكل وأزمات.

المفاجأة التي أدهشت المتابعين والرسميين كانت الفيلم القصير الذي صور لزيارة الفنانة الكبيرة للبترا وبثه على وسائل التواصل الاجتماعي ومستوى التقنية وفن التصوير اللذين أظهرا البترا في أبهى صورها. الفنانة التي تحب أن يدعوها الجمهور بـ"الملكة" تقمصت شخصية ملكة نبطية تتجول في الأودية وتطالع قمم الجبال وتعتلي ظهر ناقتها وهي في أجمل الحلي والأثواب التي قد لا تختلف عن تلك التي كانت ترتديها "شقيلة" الملكة النبطية التي تركت بصماتها على جدار تاريخ المدينة وتلال الصحراء الممتدة من الشام الى بصرى ومن وادي رم الى البترا.

في الساعات الأولى لإطلاق الفيلم القصير شاهده ما يزيد على ثلاثمائة ألف متابع وشاركه الآلاف، مما يجعل أعداد من تابعوا ومضات الفيلم الجميلة يفوق عشرات المرات ما أنجزته حملات الترويج التي تتم من خلال زيارات كبار الموظفين الى المعارض الدولية أو صور الجمال التي ينثرونها على طرقات بيروت أو يثبتونها على واجهات سيارات الركوب العمومية في بعض بلدان العالم.

القصة المختصرة لزيارة نجمة عربية سمراء لمدينة شقها العرب في الصخور الرملية الحمراء وتمثلها شخصية المرأة المشبعة بالاعتزاز والكبرياء والترف والعنفوان، إضافة نوعية على برامج الترويج التقليدية التي اعتادت عليها هيئة تنشيط السياحة والمؤسسات التي تنفق عشرات الملايين من دون مردود يذكر.

الفيلم المترجم للغة الإنجليزية معد بعناية وبالكثير من الحب والتقدير للمكان وأهله وبمستوى يشعرك بأن النجمة العربية تحمل الجنسية الثقافية لأصحابه وأهله وتاريخ المكان.

كأردني وكمتابع ومحب وكعضو سابق في إحدى اللجان التي شكلت للبحث في تطوير السياحة، فإني لا أجد ما يكفي من عبارات الشكر على هذه المساهمة الخلاقة في الترويج لأحد أهم كنوز العالم وعجائب الدنيا. الخطوة التي اتخذتها أحلام نموذج للطرق والأساليب التي علينا اتباعها عوضا عن الزيارات والبرامج التي تستند على إرسال الوفود أو نشر الصور من دون قصص مؤثرة وجاذبة كالتي قامت بها النجمة العربية.

الغد

مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/03 الساعة 23:52