
حدادين يكتب: الأردن يعزز استدامته الاقتصادية
مدار الساعة ـ نشر في 2025/03/16 الساعة 23:17
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت البنوك الأردنية عن مبادرة استثنائية تهدف إلى دعم قطاعي الصحة والتعليم في المملكة من خلال تخصيص مبلغ يصل إلى 90 مليون دينار أردني. هذه المبادرة ليست فقط إنجازًا ماليًا، بل هي تأكيد على قدرة الأردن على مواجهة التحديات الاقتصادية وتلبية احتياجات المواطنين، دون الحاجة إلى الدعم الخارجي أو المنح الدولية.
تعتبر قطاعات الصحة والتعليم من أبرز الأولويات التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطن الأردني، ولهذا كانت هذه المبادرة بمثابة استجابة سريعة وفعالة لحاجات المواطنين في هذه المجالات. تخصيص هذا المبلغ الكبير لدعم المؤسسات الصحية والتعليمية سيعزز من قدراتها في تقديم خدمات أفضل للمواطنين، ويشجع على استثمار الأموال في مشروعات تطور البنية التحتية لهذه القطاعات.
من خلال هذه المبادرة، تظهر الأردن قدرة غير محدودة على تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص. فالقطاع الخاص، ممثلًا بالبنوك الأردنية، يعمل جنبًا إلى جنب مع الحكومة لتلبية احتياجات المجتمع، مما يعكس نجاح التعاون بين هذه الأطراف في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية. إن هذه العلاقة التنسيقية تعتبر نموذجًا يحتذى به في المنطقة، حيث أثبتت فاعليتها في تسيير الأمور بكفاءة وفعالية.
ما يميز هذه المبادرة هو أنها تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم تحولات اقتصادية كبيرة، حيث تتجه الحكومة الأردنية نحو تأكيد قدرتها على إدارة المشهد الاقتصادي المحلي بعيدًا عن أي اعتماد على الدعم الخارجي أو المنح الدولية. فالحكومة الأردنية تتبنى سياسة وطنية تهدف إلى بناء اقتصاد قوي ومستدام يعتمد على الموارد المحلية، ويعكس هذا التوجه الجديد رؤية الحكومة في تعزيز النمو الاقتصادي من خلال الشراكات الاستراتيجية وتوجيه الاستثمار نحو المجالات الأكثر حاجة.
يُعد هذا الإنجاز خطوة هامة نحو تحقيق أهداف الحكومة الأردنية في تعزيز القدرات الوطنية والاقتصادية. فقد أثبتت الحكومة من خلال هذا القرار أنها تملك رؤية استراتيجية واضحة لإدارة الاقتصاد المحلي، وأنها قادرة على مواجهة التحديات المالية بشكل مستقل. كما أن تخصيص هذا المبلغ لدعم قطاعين أساسيين مثل الصحة والتعليم يعكس تفهمًا عميقًا لاحتياجات المواطنين وأولوياتهم، مما يعزز من استقرار المجتمع الأردني.
ختامًا، تعيش الحكومة الأردنية فترة حاسمة تتميز بالتحديات الاقتصادية الكبيرة، ورغم تلك الظروف، تبرز الحكومة الأردنية كقدوة في القدرة على إدارة الأزمة بكل حكمة وشفافية. إنها حقًا حكومة تتمتع برؤية استراتيجية وطموح واضح نحو بناء اقتصاد قوي ومستدام يعتمد على إمكانيات المملكة الداخلية دون الحاجة إلى الدعم الخارجي. في هذه الفترة الصعبة، أظهرت الحكومة الأردنية مرونة غير مسبوقة، ليس فقط في مواجهة الأزمات المالية، بل في اتخاذ قرارات جريئة تعكس تفانيها في خدمة المواطن. من خلال شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، مثل تخصيص 90 مليون دينار لدعم قطاعي الصحة والتعليم، أثبتت الحكومة قدرتها على تحقيق التنسيق المثالي بين القطاعين العام والخاص، وهو ما يعكس إيمانها العميق بأن العمل المشترك هو المفتاح لتحقيق التنمية المستدامة.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/03/16 الساعة 23:17