لكني أفقد جُلَيبيبا

مدار الساعة ـ نشر في 2025/03/13 الساعة 22:15

مدار الساعة - الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات:13).

الصحابي الجليل جليبيب (1) رضي الله عنه وكان مولى ليس من الأشراف وعلية القوم عند الناس لكن منزلته عند الله وعند رسوله عظيمة ومن قصته أن النبي ـ ﷺ ـ خرج في غزوة له، قال: فلما أفاء الله عليه، قال لأصحابه: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: نفقد فلانا، ونفقد فلانا، قال: انظروا هل تفقدون من أحد؟، قالوا: لا، قال: لكني أفقد جليبيبا، قال: فاطلبوه في القتلى، قال: فطلبوه، فوجدوه قد استشهد فقال ﷺ هذا مني وأنا منه، هذا مني وأنا منه، مرتين، أو ثلاثا، (رواه أحمد) .
وهناك قصة أخرى تؤكد هذا المفهوم وهذه الرسالة التربوية العظيمة التي أراد النبي ﷺ ايصالها لأصحابه وللناس أجمعين.
مر رجل على رسول الله ﷺ فقال لرجل عنده جالس: «ما رأيك في هذا» ؟ فقال رجل من أشراف الناس: هذا والله حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، وإن قال يسمع لقوله ، قال: فسكت رسول الله ﷺ، ثم مر رجل آخر فقال له رسول الله ﷺ: «ما رأيك في هذا» ؟
فقال: يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يسمع لقوله، فقال رسول الله ﷺ: «هذا خير من ملء الأرض مثل هذا» .
منزلة الإنسان في ميزان الشارع تكون على قدر تقواه وورعه لا بماله ولا بجماله ولا بمنصبه ولا بحسه .
وصدق والله القائل:
لعمرك ما الإنسان إلا بددــــــــــــــينه
فلا تترك التقوى اتكالا على النسب
فقد رفع الإسلام سلمان الفارسي وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب.
وخطب رسول الله ﷺ بمنى في وسط أيام التشريق وهو على بعير فقال: “يا أيها الناس: ألا إنَّ ربَّكم واحدٌ، وإن أباكم واحدٌ، أَلا لا فضل لعربيٍّ على عجمي ولا عجمى على عربي، ولا أسود على أحمر، ولا لأحمرَ على أسود إلا بالتقوى، ألاَ هَلْ بلَّغت؟ قالوا: اللهم نعم، قال: “لِيبلغ الشاهدُ الغائب”. الناس متماثلون في الآدمية، فلا شرف فيهم إلا بتقوى الله عَزَّ وَجَلَّ .فالتقوى هي الأمر المُراعَى عند الله، وليس الحسب والنسب والمال والوظيفة والشكل.
يحدث أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ قائلا: قال رسول الله ﷺ : “إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم” ( رواه مسلم ).
اقرأ المزيد في إسلام أون لاين: https://islamonline.net/%d9%84%d9%83%d9%86%d9%8a-%d8%a3%d9%81%d9%82%d8%af-%d8%ac%d9%84%d9%8a%d8%a8%d9%8a%d8%a8%d8%a7/
(1): هو جُلَيْبيب الأنصاري بضم الجيم وفتح اللام، وسكون الياء الأولى المعجمة بنقطتين تحتها، وكسر الباء الموحدة الأولى، وبعدها ياء أخرى تحتها نقطتان، ثم باء أخرى موحدة. ذكره ابن الجوزي في كتابه (صفة الصفوة) عن ابن سعد قال: وسمعت من يذكر أنَّ جليبيبًا كان رجلًا من بني ثعلبة حليفًا في الأنصار والمرأة التي زوجها النبي صلى الله عليه وسلم إياه من بني الحارث بن الخزرج .

مدار الساعة ـ نشر في 2025/03/13 الساعة 22:15