القرالة يكتب عن المخابرات: درع الوطن ومجد الشرفاء
مدار الساعة ـ نشر في 2025/03/13 الساعة 01:15
في زمنٍ يختلط فيه الغث بالسمين، وتعلو فيه أصوات البعض على أصداء البطولات، تطل علينا بين الحين والآخر تصريحات وادعاءات مغرضة، تفتقر إلى الحكمة، وتنأى عن الحق والواقع، انتقادات عشوائية لا تصدر عن دراية، ولا تستند إلى منطق، بل تحاول عبثًا أن تمس هيبة مؤسسات الدولة، وأن تطال درعها الحصين، هؤلاء المتطاولون يجهلون أو يتجاهلون أن هناك رجالًا يحملون الوطن في أعماقهم، ويسهرون على حمايته بقلوب لا تعرف الخوف، وبسواعد لا تكلّ ولا تهون.
في الجندويل مؤسسة وطنية (دائرة المخابرات العامة)، كما في كل بقعةٍ من هذا الوطن، هناك رجالٌ سطّروا في سجل التاريخ أعظم معاني الولاء والتضحية، رجالٌ لا يعرفون التراجع، ولا يقبلون بأنصاف الحلول. نشؤوا على المجد، ونهلوا من معين الشرف، لا يحيدون عن درب العزة قيد أنملة، ولا تثنيهم العواصف عن أداء رسالتهم المقدسة.
هم العيون التي لا تنام، والسدّ الذي تتحطم عليه أطماع الطامعين، والنصل القاطع في وجه كل من تسوّل له نفسه المساس بأمننا، هم من يقفون بثباتٍ على خطوط النار، يتحدّون الغدر بصدورٍ مؤمنة، ويذودون عن الأرض والعرض بقلوبٍ لا تعرف الوهن، في أشدّ الأوقات ظلمة يكونون هم الضوء، وفي أحلك اللحظات يكونون هم الأمل، لا تهزّهم الرياح، ولا تفتّ في عضدهم المؤامرات.
رجال لا يبحثون عن شهرة زائفة، ولا ينتظرون تصفيق، لأنهم يدركون أن الوطن أثمن من الأضواء، لا تُكتب أسماؤهم في الصحف، ولا تتصدّر وجوههم الشاشات، لكن بصمتهم محفورة في وجدان الوطن، حاضرة في كل لحظة أمان ننعم بها.
ورغم ذلك، يخرج علينا البعض، محاولين التشكيك في دور هؤلاء الأبطال، وكأنهم لم يدركوا بعد أن هذه التضحيات هي التي صنعت حاضرهم الآمن، ورسمت مستقبلهم المستقر. وهنا، لا بد أن نتوقف لحظة، لنفرّق بين من يقدم للوطن أغلى ما يملك، ومن لا يملك سوى الكلام.
إلى أولئك الذين يشككون في تضحيات رجال الوطن، تأملوا جيدًا في أمنكم الذي تعيشونه، واسألوا أنفسكم، من صنع هذا الأمان؟ من جعل الليل هادئًا؟ ومن جعل النهار مطمئنًا؟ تذكروا أن هناك رجالًا يجابهون التحديات بإيمان لا يتزعزع، هؤلاء الرجال لا يحتاجون إلى شهادتكم، لكن واجبكم أن تعرفوا قدرهم، وأن تكفّوا عن بث السموم التي لا تزيدكم إلا ضعفًا وهوانًا.
لهم منا كل الإجلال، وكل العرفان، وكل التقدير، هم ليسوا مجرد جنودٍ في الوطن، بل هم حراس مجده، وحملة رايته. لا ينكسرون، ولا يتخاذلون، ولا يتراجعون، بل يمضون بثباتٍ نحو واجبهم، ليبقى الوطن عصيًا على الأعداء، شامخًا لا ينحني.
فالمجد لهم، والعزة لمن يصون الأرض، والحقيقة ستبقى دائمًا أقوى من الأوهام، ومن يظن أن بإمكانه النيل من درع الوطن، فليعلم أنه لن يجد سوى جدارٍ صلبٍ تتحطم عليه كل الافتراءات.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/03/13 الساعة 01:15