أحمد الطيبي في منزل الكاتب وليد سيف.. ماذا قال

الطيبي قال:

تَشَرَّفَتُ نِهايَة الاسْبُوع بِزِيَارَةِ الْكَاتِبِ الْكَبِيرِ وَلِيَد سَيْف فِي مَنْزِلِهِ العَامِر بِعَمَّانِ، وَهُوَ قَامَةُ أدَبِيَّةُ وَفِكْرِيَّةُ اِسْتِثْنَائِيَّةُ، وَمَوْسُوعَة حَيَّة تَمْزُجُ بَيْنَ الْإِبْدَاعِ وَالْعُمْقِ التَّارِيخِيِّ.

اِبْنَ مَدِينَةِ طُولْكَرمِ الْبَارّ الَّذِي تَخَرّجٍ مِنَ الْمَدْرَسَةِ الْفَاضِلِيَّةِ يَحْمِلُ فِي كُلّ سَاعَةِ وَيَوْم قَلَقًا وَمُتَابَعَةً لِاِنْتِهَاكَ مَدِينَتِهِ مِنْ قَبلِ الْاِحْتِلَاَلِ، وَالْأُسْتَاذ وَلِيَد سَيْف لَيْسَ مُجَرَّدُ كَاتِب، بَلْ هُوَ رَمْزٌ فِلَسْطِينِيُّ ثَقَافِيُّ تَجَاوزِ الْمَحَلِّيَّةِ إِلَى الْعَالَمِيَّةِ بِفَضْلِ إِنْتَاجِهِ الْأدَبِيِّ الْغَزِيرِ، الَّذِي يَجْمَعُ بَيْنَ الدِّقَّةِ التَّارِيخِيَّةِ وَالْبُعْدِ الْإِنْسَانِيِّ الْعَمِيقِ.

"التغريبة الفلسطينية":

هُوَ صَاحِبُ الْقَلَمِ الَّذِي أَبَدَعَ “التَّغْرِيبَةَ الْفِلَسْطِينِيَّةَ”، الْعَمَلَ الدِّرَامِيَّ الَّذِي جَسّدِ مَأْسَاة الشَّعْبِ الْفِلَسْطِينِيِّ بِوَاقِعِيَّةٍ مُؤَثِّرَةٍ، وَكَتَبَ “ الثُّلَاثِيَّةَ الْأَنْدَلُسِيَّةَ ” الَّتِي تَأْخُذُنَا فِي رِحْلَةٍ تَارِيخِيَّةٍ مَلْحَمِيَّةٍ عَبْرِ عصور الْأَنْدَلُس الزَّاهِرَة.

وَالْيَوْمُ، يَضَعُ لمَسَّاتِهِ الْأَخِيرَةِ عَلَى الْجُزْءِ الرَّابعِ مِنْ هَذِهِ الثُّلَاثِيَّةِ، بِعُنْوَانِ “ غَرْنَاطَةً..

آخِرُ الْأَيَّامِ”، لِيُوَاصِلُ بِذَلِكَ مَشْرُوعِهِ التَّوْثِيقِيِّ وَالْفَنِّيِّ الْفَرِيدِ.

الْحِوَارُ مَعَ وَلِيد سَيْف لَيْسَ مُجَرَّد لِقَاءٍ، بَلْ هُوَ تَجْرِبَة فَكُرِيَّة تُضِيءُ الْعَقْلَ وَتُثْرِي الْمَعْرِفَةَ، فَهُوَ صَاحِبُ رُؤْيَةٍ نَافِذَةٍ، قَادِرٌ عَلَى الْغَوْصِ فِي أَعْمَاقِ التَّارِيخِ وَتَحْوِيلِهِ إِلَى أدَبٍ خَالِدٍ.

لِقَاؤُهُ فُرْصَةٌ نَادِرَة لِلْاِسْتِمَاع إِلى حكْمَةِ رَجُلٍ كَرَّسَ حَيَاتَهُ لِسَرْد الْحِكَايَةِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ والاسْلامِية عَبْرَ العُصور، بِكُلّ مَا تَحْملِه مِنْ نِضَالٍ وَصُمُودٍ وَأَمَلٍ.