
العدوان يكتب: المفاوضات الأمريكية الروسية حول أوكرانيا إقصاء الدور الأوروبي وتحييد زيلينسكي
مدار الساعة ـ نشر في 2025/02/21 الساعة 22:14
تُعد الأزمة الأوكرانية واحدة من أبرز التحديات السياسية والأمنية التي واجهت العالم منذ الحرب الباردة، وأصبحت ساحةً لتداخلات جيوسياسية بين القوى الكبرى وقد دفعت هذه الأزمة، التي بدأت بشكل حاد في عام 2014 مع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم وتصاعد النزاع في شرق أوكرانيا، إلى إعادة تعريف العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا والدور الذي تلعبه الدول الأوروبية في هذه الأزمة.
مع تصاعد النزاع العسكري في أوكرانيا، ازدادت التكهنات حول وجود مفاوضات سرية بين الولايات المتحدة وروسيا لحل الأزمة أو على الأقل لإدارة التوترات يرى بعض المحللين أن الولايات المتحدة وروسيا قد تتجهان نحو تفاهمات معينة قد لا تكون علنية، بهدف الحفاظ على مصالحهما الاستراتيجية ولكن هذه المفاوضات تتسم بالتعقيد حيث تصر روسيا على إبقاء نفوذها في المناطق الأوكرانية التي تسيطر عليها، بينما تدعم الولايات المتحدة سيادة أوكرانيا على كامل أراضيها.
إحدى النقاط الجدلية التي أثيرت في هذا السياق هي الدور المحدود لدول الإتحاد الأوروبية التي منعت مؤخرًا من حضور المفاوضات
رغم أن الأزمة تدور في قلب القارة الأوروبية يبدو أن الولايات المتحدة وروسيا تسعيان إلى التفاهم فيما بينهما دون إعطاء دول الإتحاد الأوروبية الكبرى (مثل ألمانيا وفرنسا) دوراً رئيسياً في عملية التفاوض
وهو ما يمكن اعتباره تجاهلاً لدور الاتحاد الأوروبي كقوة فاعلة في هذا النزاع.
رغم أن أوروبا هي الأكثر تأثراً بالأزمة الأوكرانية من ناحية الأمن والاقتصاد إلا أن الدور الأوروبي يبدو مهمشاً إلى حد كبير أحد الأسباب وراء ذلك قد يعود إلى أن الولايات المتحدة تعتبر نفسها القائد الأساسي للتحالف الغربي وتملك أكبر قوة عسكرية واقتصادية لمواجهة روسيا وفي الوقت نفسه قد تفضل روسيا التعامل مع واشنطن بشكل مباشر دون الحاجة إلى التعامل مع تعدد المصالح الأوروبية.
بعض المراقبين يشيرون إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى تقليص دور أوروبا في المفاوضات كوسيلة للضغط على الدول الأوروبية لتكثيف دعمها لأوكرانيا في الصراع العسكري. إذ إن تحييد الدور الأوروبي قد يدفع هذه الدول إلى تقديم المزيد من الدعم السياسي والاقتصادي لكييف في ظل غياب تأثيرها في المفاوضات.
زيلينسكي بين الدعم الغربي وتهميشه منذ بدايته النزاع
حاول الرئيس الأوكراني زيلينسكي تقديم نفسه كلاعب رئيسي على الساحة الدولية مستفيداً من الدعم الغربي الكبير سياسياً وعسكرياً ومع ذلك، تشير تقارير إلى أن زيلينسكي قد يجد نفسه مستبعداً أو مهمشاً في حال جرت مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا دون مشاركته الفاعلة وهذا ما حدث فعلًا من منعة وإلغاء زيارة رسمية الى الرياض مؤخرًا.
الضغط المستمر على زيلينسكي لتقديم تنازلات في إطار المفاوضات قد يكون أحد العوامل التي تزيد من تعقيد موقفه فمن جهة لا يستطيع زيلينسكي التنازل عن السيادة الأوكرانية تحت ضغط الغرب ومن جهة أخرى يجد نفسه في مواجهة خصم روسي قوي يسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية على حساب أوكرانيا.
تظل المفاوضات الأمريكية الروسية حول أوكرانيا محاطة بالغموض وقد تؤدي إلى نتائج لا ترضي جميع الأطراف و يبدو أن الولايات المتحدة وروسيا تسعيان إلى إدارة النزاع بشكل يضمن تحقيق مصالحهما الاستراتيجية الكبرى بينما تُهمش القوى الأوروبية ويظل الرئيس الأوكراني في موقف صعب بين ضغوط الداخل ومطالب الخارج.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/02/21 الساعة 22:14