أين كانوا؟
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/01 الساعة 22:17
تسآل الزميل بسام البدارين في صحيفة القدس العربي التي تصدر في لندن على استحياء عن سبب نجاعة وبراعة المنظومة الأمنية الأردنية في حل اعقد القضايا سواء كانت ارهاباً او غيرها وعجزها الغير مفهوم عن وقف الفساد او اعتقال رموزه؟
في الحقيقة هذا السؤال يدور منذ زمن بعيد في اذهان معظم الشعب الأردني حيث أن الأردن يحظى بمنظومة أمنية قل نظيرها في المنطقة ولا يمكن ان تفلت أي جريمة في الأردن مهما كانت من يد العدالة وفِي أزمان قياسية مما يجعلنا نطمئن على أمننا الوطني ولكن أكاد أقول جازما بأن معظم القضايا التي تم إلقاء القبض على مرتكبيها هم من الهواة او تعساء الحظ اما البلطجية وأصحاب الخاوات فهم يسرحون ويمرحون ليل نهار في معظم مدن المملكة حيث يجبر أصحاب المحلات على دفع ما يسمى ببدل الحماية واذا ما رفض أصحاب الاعمال الدفع وتقدموا بشكوى الى الجهات المختصة لا يجدوا الفعالية والحماية والتي من المفترض أن يقدمها رحال الأمن وبالتالي قد تحرق محلاتهم او يتعرضوا للضرب او حتى إغلاق محلاتهم مما جعل الكثير منهم أن يقبل بدفع الخاوات الى هؤلاء البلطجية لأنهم فقدوا الأمل في حمايتهم من قبل الجهات المختصة والأمثلة على ذلك كثيرة وأسماء هؤلاء البلطجية معروفة للجميع ومع كل ما ذكرت لا يتم تطبيق العدالة الا علو الضعفاء.
ونعود الى عنوان هذه المقالة حيث أن الفساد وكما صرح رئيس مكافحة الفساد قد يكون من داخل المنظومة السياسية و الأمنية والتي قامت مؤخراً بتسهيل هروب حوت الدخان ولم تفلح لأكثر من ٣٠ عاماً في التصدي لإعصار الفساد الذي أمل الأخضر واليابس وخلق طبقة من البرجوازيين والأثرياء من السياسيين ورجال الاعمال وبعض الكوادر الأمنية المتنفذة سرقوا مستقبل الأردنيين، سرقوا إحلام الشباب، سرقوا أراضي العشائر الأردنية تحت مسميات التطوير وملكية الدولة، سرقوا الأمل وهذا أخطر شيء سرقوه لان ذلك يعني أن الأردنيين ليس لديهم ما يخسروه بعد اليوم فالرواتب لا تكفي وفواتير الكهرباء والمياه أصبحت خيالية والتعليم انحدر الى أدنى مستوى ومقولة الأمن والأمان أصبحت مملة وغير واقعية نظرا لحجم الفساد الذي نعاني منه كأردنيين.
نريد احداث التغيير الذي يعيد الأمل الى أبناء الأردن، نريد محاسبة كل الفاسدين ومن ساعدهم ومن صفق لهم، وقبل ذلك وذاك نريد محاكمة من دافعوا عن الفساد والفاسدين واستخدموا أقلامهم وأصواتهم وباعوا ضمائرهم بحجة عدم اغتيال الشخصية، ولكن أين كانوا هم عندما اغتال هؤلاء الفاسدين الأمل في قلوب الأردنيين؟
حمى الله الأردن من كل مكروه
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/01 الساعة 22:17