وداعا سعد.. أيها البحر الذي جف

مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/01 الساعة 18:45
يا للفاجعة وَيَا للعين الدامعة، يا للأخبار التي لا نريد تصديقها ، بل تأتينا ساعة الردى صادقة صادمة .. سعد أيها الطفل الكبير، يا صاحب القلب المستدير، ليس فيه زاوية لتخبئ في ثناياها ضغينة أو حقدا لكارهٍ لك حبيب، لقد كنت الحبيب أيها الحبيب .. قبل أيام كنت تسرّ لي بالأخبار، فكيف أصبحت اليوم خبرا يا زهرة الأخيار .. هذه الحياة التي عشتها صاخبا ، متمردا ، لتعود في رمضان متبتلا ناسكا ، كيف لك تلك القوة لتدمع عيناك حين عاطفة ، واليوم يجتاحنا البكاء حد العاصفة ، ونسأل فلا نجيب ، فقط هو الفراق المرّ الذي نخشاه فراقا ، لا سبيل بعده للعناق .. نسأل لماذا كل هذا ، كيف تتخاطفنا الدنيا في غياهب التيه، ثم نُسْأَل عن أحبتنا فلا نجيب .. فقط نحيب ، وداعا يا أبا سرّي، " سَعوُدّي" كما تحبها مني، وداعا سعد ، فما كانت هذه الدنيا دار بقاء، بل دار فناء، يموت الأحباب فيها ، ويجتثون حشاشة قلوبنا ، فتموت فينا كل إبتسامات الفرح ، و تبقى بذور الحزن كقروح الحروق مستوشمة في طلائع جباهنا ،، أين الزمان ، كيف لا يهب لنجدتنا بعدما حملناه على ظهورنا ، كشيخ عجوز لا يستقيم له عود ، ثم هاهي أيامه تطيح بِنَا مِن على قيد الحياة، أموات يبكون أمواتاً. وداعا سعد، فإن مِت أنت اليوم فنحن جميعا محكومون بالإعدام ننتظر ساعة تنفيذ الحكم ، فلا إله إلا الله خالق الموت والحياة، بيده ملكوت كل شيء ، سأصليّ الآن ركعتين ثوابهما لك.. وسأبكيك كما تباكينا يوما على غالٍ لن يعود به البكاء .. كنت طيبا وترحل طيبا، وتصرّ في كل رحلة لك أن تفجعنا برحيل موجع قليلا ، سوى هذا الرحيل ، الذي خبّأته لنا ، نحن أحبتك الذين يعرفونك جيدا يعرفون كم أنت بحر من الحب والعطاء والطيبة والإنتماء الى هذا التراب اليعربي .. كل أحبتك يدعون الله لك برحمته التي كتبها على نفسه ، أن يرحمك رحمة واسعة ويغفر لك.. وداعا سعد ،، وداعا أيها النورس ، وداعا أيها البحر النقي الذي جف !!

  • أخبار
  • لب
  • الرحيل
  • الطيبة
  • عرب
  • رحمة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/01 الساعة 18:45