الحريري: نتنياهو يهرب من السلام إلى الحرب

مدار الساعة ـ نشر في 2025/02/14 الساعة 17:49
مدار الساعة - قال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري، الجمعة، إن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يهرب من المسؤولية والسلام إلى الحرب.
وأكد الحريري، أنه لا يمكن حل الأزمة في غزة عبر تهجير أهلها إلى مصر أو الأردن أو السعودية.
جاء ذلك خلال مهرجان حاشد حضره آلاف من مناصريه، وسط العاصمة بيروت، والذي جرى تنظيمه إحياءً للذكرى الـ20 لاغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري عام 2005.
وقال الحريري: "مشكلتنا مع نتنياهو أنه يهرب من المسؤولية ومن السلام إلى الحرب. مشكلته هي الاحتلال والقتل وتشريد شعب بأكمله".
وشدد أن "هذه الأزمة لا يمكن حلّها على حساب مصر ولا الأردن ولا السعودية".
والجمعة، قال نتنياهو، إن "السعودية لديها مساحات شاسعة وبإمكانها إقامة دولة فلسطينية عليها"، وذلك ردا على سؤال لمذيع القناة "14" العبرية، بشأن تمسك الرياض بإقامة دولة فلسطينية من أجل تطبيع العلاقات مع تل أبيب.
وجاءت تصريحات نتنياهو بعد أيام من حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن عزم بلاده الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، وأن السعودية لم تعد تشترط تأسيس دولة فلسطينية للتطبيع مع إسرائيل، ما أثار رفضا إقليميا ودوليا واسعا.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروّج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، الأحد، أن القاهرة ستستضيف في 27 فبراير/ شباط الجاري، قمة عربية طارئة حول تطورات القضية الفلسطينية.
من جهة ثانية، أشاد الحريري، الجمعة، بالشعب السوري الذي أسقط نظام البعث وطرد الرئيس المخلوع بشار الأسد من دمشق في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد 20 عاما من طرد اللبنانيين لقواته من الأراضي اللبنانية عقب اغتيال والده رفيق الحريري.
وقال الحريري: "منذ 20 عاما ومن هذه الساحة (حيث نظمت اعتصامات وقتها عقب الاغتيال) طردتم بشار الأسد من لبنان، وبعد 20 سنة من الحكم الطائفي والاعتقال والوحشية قام الشعب السوري البطل بطرد المجرم من سوريا".
وأضاف مخاطبًا مناصريه: "طرد بشار الأسد، ربما كان بداية العدالة ونهايتها، وفي الحالتين اذا لم تنصفنا عدالة الأرض، فعدالة رب العالمين لا أحد يهرب منها".
وأردف: "هذه مناسبة لنعلن دعمنا لاستقرار سوريا وأفضل العلاقات الندية من دولة لدولة، كما أعلنت القيادة السورية الجديدة".
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي 29 يناير 2025، أعلنت الإدارة السورية تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد بالمرحلة الانتقالية، بجانب قرارات أخرى منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة بالعهد السابق، ومجلس الشعب (البرلمان)، وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود، وإلغاء العمل بالدستور.
وتابع الحريري: "في هذه الـ20 سنة مر بلدنا بأزمات كثيرة ونحن لم ننكر يوما أن جزءا من المسؤولية يقع علينا، وقدمت استقالتي (من رئاسة الحكومة في 2019) وأفسحنا المجال لـ3 سنوات وأكثر".
وأكمل: "أنحني أمام كل الشهداء في كل المناطق وأرفع رأسي بالتضامن الذي عبّرتم عنه واستقبلتم النازحين وقلتم بالفعل لا بالكلام إن لبنان واحد، وكما كانت مسؤوليتنا كلنا أن نواجه العدوان، مسؤوليتنا اليوم ترميم الجسم اللبناني الواحد" .
ورأى الحريري، أن "حل الأزمة الاقتصادية مسؤولية الجميع".
وأشار إلى وجود "فرصة ذهبية" بعد انتخاب جوزاف عون، رئيسا للجمهورية وتعيين نواف سلام رئيسا للحكومة الجيدة.
وتوجّه إلى أهل الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية الذين تركز العدوان الإسرائيلي الأخير ضدهم، بالقول: "أنتم شركاء بهذه الفرصة، ولكن يجب أن تكسروا أي انطباع من السابق، قوة التعطيل والاستقواء والسلاح، أنتم شركاء بإعادة الإعمار وإعادة الاعتبار للدولة".
ولفت الحريري، إلى أن "مشروع رفيق الحريري، هو دستور الطائف وبناء الدولة وتطوير المؤسسات والحفاظ على سيادة الدولة".
وشدد على أن "تيار المستقبل" الذي يتزعمه "يدعم عهد الرئيس جوزاف عون، والحكومة الجديدة وكل مجهود لبناء دولة طبيعية لنستعيد دور لبنان في العالم".
وأكد الحريري، دعم تياره للجيش اللبناني وخروج الاحتلال الإسرائيلي من كل القرى الجنوبية التي يحتلها منذ دخولها برا خلال العدوان الأخير.
وأضاف مخاطبا اللبنانيين: "سأبقى معكم، وسنكمل الطريق معًا، حاملين وصية رفيق الحريري، متمسكين بمسيرة الاعتدال، بالعيش المشترك، وبشعار لبنان أولًا".
ورأى أنه "حان الوقت لفهم التحولات الكبرى التي شهدها لبنان والمنطقة، ولنؤكد تضامننا مع الشعب الفلسطيني الصامد، وقضيته العادلة، وحقوقه المشروعة، وتمسكنا بحل الدولتين".
واغتيل رفيق الحريري في 14 فبراير/ شباط 2005، جراء انفجار استخدم فيه 1800 كلغ من مادة "تي إن تي"، مع 21 شخصا آخرين، بينهم وزير الاقتصاد باسل فليحان، الذي كان برفقته في سيارته.
وفي 2020، أدانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان غيابيا، سليم عياش، عضو في "حزب الله" بعملية الاغتيال، بينما برّأت 3 متهمين آخرين ينتمون للحزب، ورأت أنه لا دليل على أن "قيادة حزب الله" كان لها دور في عملية الاغتيال.
ويرفض "حزب الله" تلك الاتهامات، ويقول إنه لا يعترف بالمحكمة، على اعتبار أن "هدفها الانتقام منه وتوريطه في جريمة" يتهم إسرائيل بتنفيذها.
في الأثناء، احتشد الآلاف أمام ضريح رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في وسط بيروت، حاملين الأعلام اللبنانية وأعلام "تيار المستقبل" إضافة إلى صور للحريري الابن والأب.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/02/14 الساعة 17:49