الكردي تكتب: لقاء الملك وترامب.. أين الإعلام الرسمي؟

جوان الكردي
مدار الساعة ـ نشر في 2025/02/12 الساعة 16:09

ما يزال لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي دونالد ترمب يثير الجدل في الأوساط الإعلامية المحلية وبين المحللين، في ظل غياب رواية رسمية شاملة تحدد بدقة ما جرى في اللقاء وما تم الاتفاق عليه.

وفيما يفترض أن تكون هناك جهة إعلامية رسمية تقدم ملخصا واضحا، وجدنا أنفسنا أمام سيل من التحليلات والتكهنات، بعضها بني على فهم ناقص، وبعضها الآخر كان متعمدا لتوجيه الرأي العام باتجاه معين، فيما غابت المعلومات.
غياب المصدر يفتح باب للتأويلات
في العادة، ينتظر من الديوان الملكي أو وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن يكونا المصدر الأول لنقل تفاصيل أي لقاء ملكي بهذا المستوى.
لكن ما حدث أن التصريحات الرسمية كانت مقتضبة جدا ومبهمة، ما أفسح المجال أمام وسائل إعلام أخرى ومحللين خارجيين للخوض في تفسيرات قد لا تعكس الحقيقة الكاملة.
في المقابل، كانت بعض المصادر الأميركية والأجنبية أكثر سرعة في نشر قراءات حول اللقاء، وهو ما دفع بعض المواقع المحلية وغير المعنيين إلى نقل المعلومات عنها بدون تدقيق أو تمحيص.
تأثير البلبلة الإعلامية على الشارع
عندما تُترك مساحة المعلومات فارغة بدون ضبط، يتحول الحديث عن اللقاء إلى ساحة مفتوحة للاجتهادات الشخصية؛ فتظهر مقالات وتصريحات تفسر ما جرى وفق وجهات نظر متباينة، وأحيانا متناقضة.
هناك من روّج أن الزيارة كانت بروتوكولية بلا نتائج ملموسة، وهناك من تحدث عن اتفاقات استراتيجية لم يجر الإعلان عنها، بينما ذهب آخرون إلى تصعيد الحديث عن ملفات حساسة كالقضية الفلسطينية والأمن القومي للمملكة والتحالفات الإقليمية بدون أن يكون لديهم مصدر رسمي يدعم أقوالهم.
ضرورة وضوح الخطاب الرسمي
إن غياب خطاب إعلامي استباقي وآنيّ وفعال يجعل الدولة في موقف الدفاع بعد انتشار الأخبار المغلوطة، ويربك المواطنين والمتلقين ويجعلهم نهبا للحيرة.
لذلك؛ يجب أن تكون هناك آلية واضحة للتعامل مع مثل هذه اللقاءات، من خلال إصدار بيان رسمي مفصل فور انتهاء اللقاء، يتضمن المحاور التي نوقشت بلغة دقيقة وواضحة.
تنظيم مؤتمر صحفي أو إصدار تصريحات إعلامية من مسؤول رسمي، يشرح فيه مخرجات الزيارة وأهميتها للأردن ليس بالأمر الصعب.
وكذلك تفعيل وسائل الإعلام الحكومية بسرعة ودقة، بحيث لا تقصر على الأخبار، بل تقدم تحليلات تستند إلى مصادر رسمية.
الزيارات الملكية إلى الدول الكبرى ليست مجرد لقاءات بروتوكولية، بل تحمل أبعادا سياسية وتحتاج إلى قراءة دقيقة ومتأنية.
في ظل تسارع انتشار الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإن التأخر في تقديم المعلومة الرسمية يترك الساحة مفتوحة لكل من يريد أن يفسر اللقاء وفق أجندته الخاصة.
لذلك، بات من الضروري أن تكون هناك جهة إعلامية رسمية مسؤولة عن تقديم التوضيح الكامل، حتى لا نجد أنفسنا مجدداً أمام فوضى التحليلات والتكهنات.

مدار الساعة ـ نشر في 2025/02/12 الساعة 16:09