العدوان يكتب: دلالات الهبة العشائرية لإحباط مؤامرة الوطن البديل مع ذكرى بيعة الأردنيين لقائد الدرب

الأستاذ الدكتور أحمد إبراهيم العدوان
مدار الساعة ـ نشر في 2025/02/09 الساعة 12:27

في كل الأزمات والعواصف التي أصابت الأردن منذ التأسيس كانت العشائر الأردنية بدوها وحضرها مسلمها ومسيحها وشركسها وشيشانها صمام الأمان والصخرة التي تكسرت عليها جميع المؤامرات التي حيكت لهذا الوطن العظيم من الأعداء ومن ذوي القربى أحياناً..

ولم يكن لهذا الصمود الأسطوري أن يتحقق لولا القيادة الهاشمية الفذة من لدن عبدالله المؤسس إلى عبدالله الثاني الذي تربى في مدرسة الحسين الباني طيب الله ثراه فكانت النتيجة وصول الأردن وشعبه إلى بر الأمان والعبور إلى المئوية الثانية بكل نجاح وانجازات شهد لها القاصي والداني ولم ينكرها إلا متحيز إلى فئة.

وتزامنت الهبة العشائرية الأردنية لإحباط مؤامرة الوطن البديل والتهجير القسري مع الذكرى السادسة والعشرين لبيعة الأردنيين لقائد الدرب وحادي الركب وقائد المسيرة لتصل الرسالة واضحة جلية كفلق الصبح لقطعان الصهيونية العالمية ومن خلفهم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن الأردن عصي على المؤامرات ولن يكون الوسيلة التي تصفى من خلالها القضية الفلسطينية على حسابه وحساب شعبه وأن هذا الأمر دونه الأرواح والدماء والمهج ولن يقبل الأردنيون وبأي حال من الأحوال أن يصبح وطنهم مباحاً لتنفيذ هذه الخطط الجهنمية التي دبرت بليل استجابة لمعاتيه الصهيونية كسموتيرش وبن غفير والنتن وغيرهم من المتطرفين وشذاذ الآفاق وأن دماءنا وأموالنا وأولادنا رهن الإشارة إذا دعا داعي الجهاد في سبيل الله وقيل يا خيل الله اركبي وأنه لن يتخلف منا أحد إذا حاولت هذه العصابات الإجرامية حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن.
ونذكّر هذه الثلة المجرمة الذين مرغت غزة وأهلها أنوفهم في التراب أننا أحفاد وأبناء أبطال الكرامة واللطرون وباب الواد ونحن أحفاد أبطال مؤتة واليرموك ولن نفرط بذرة من تراب الأردن ومهما كانت التضحيات والآلام فقد رضعنا حبه من أمهاتنا وورثنا مجده من آبائنا وأجدادنا وكبرنا على الشهامة والرجولة وحب القتال دفاعاً عنه حين كانت وما زالت النشميات يغنين في أفراحنا ما يزرع في الأطفال والشباب والرجال هذه المعاني والمثل العليا : (تخسى يا كوبان ما أنت ولف إلي …. ولفي شاري الموت لابس عسكري) ولن نتركه لقمة سائغة للطامعين والمتربصين.
العشائر إذا قالت كلمتها في الوقوف سداً منيعاً خلف القائد وجددت له البيعة والعهد ليذهب إلى واشنطن مسلحاً بعزيمة شعبه ويقول لترامب السمسار إن الأردن بعيد عن شاربه وأحلامه العقارية فوطننا ليس قطعة أرض خالية من السكان بل وطن تضرب جذوره في أعماق التاريخ وعلى أسواره تحطمت كل أطماع الطامعين وأحقاد الحاقدين.
وقد بادر رئيس مجلس النواب المخضرم أحمد الصفدي بالتماهي مع موقف القيادة والشعب وصرح بما لا يدع مجالاً للشك أن مجلس النواب ممثل الشعب سيقف خلف جلالة الملك صفاً كأنه بنيان مرصوص في رفض كل محاولات التهجير وترحيل الأزمة إلى الأردن مما يشكل خطراً وجودياً عليه وعلى شعبه وقد أوصل الصفدي بهذا التصريح الموفق رسالة واضحة مفادها أن البرلمان خلف الملك وهذا لا شك له تأثير فعال أمام الدول المتقدمة التي تؤمن بأن البرلمان يمثل صوت الشعب الذي انتخبه وبالتالي كل الشعب خلف جلالة الملك.
وقد تسلح الملك أيضاً بدعم أشقائه العرب في المملكة العربية السعودية ومصر ودول الخليج ودول المغرب العربي وكذلك دعم الأصدقاء في أوروبا والصين وروسيا ومعظم دول العالم من خلال معركة دبلوماسية لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية ونجح جلالة الملك بذكائه وحنكته السياسية في حشد هذا الدعم العربي والدولي ليواجه الضغوط التي سيحاول الرئيس الأمريكي ممارستها عليه.
وخلاصة القول إن الأردن وشعبه العظيم وقيادته الملهمة ومن خلفه جيشه المغوار وأجهزته الأمنية البطلة لن يوافق ولن يسمح أبداً بتصفية القضية الفلسطينية على حسابه وأن الأردن للأردنيين وأن فلسطين للفلسطينيين ولن يكون الوطن البديل أو الساحة التي تحقق فيها الصهيونية العالمية ومن يدور في فلكها أحلامها وأطماعها وأن هذا الوطن المبارك هو أرض الحشد والرباط الذي ستنطلق منه جحافل الفتح التي ستحرر المسجد الأقصى والقدس الشريف وجميع فلسطين وإن غداًلناظرهقريب

مدار الساعة ـ نشر في 2025/02/09 الساعة 12:27