الزيود يكتب: روافع نجاح قمة الملك مع ترمب

د. عبدالباسط محمد الزيود
مدار الساعة ـ نشر في 2025/02/08 الساعة 15:48
أولاً ؛ الجبهة الداخلية التي أعلنت وقوفها وراء جلالة الملك في مسعاه لإفشال تهجير الفلسطينيين من أرضهم ؛ باعتبار ذلك خطاً أحمر لا يمكن لأي كان تجاوزه ، و هو ما يعكس متانة الجبهة الداخلية في مواجهة الأخطار التي تحيط بنا ؛ نتيجة لعدم فهم ترمب لطبيعة المنطقة و متطلبات السلام و الأمن فيها و استعاضة ذلك عنده بالتعامل من منطلق الصفقات التي يحسن ترمب اللعب من خلالها !.
ثانياً يشكل الموقف المصري الصلب من موضوع التهجير برفضه إياه مطلقاً سنداً كبيراً لموقف جلالة الملك في لقائه المنتظر هذا الأسبوع ، و ذلك لما تمثله مصر من ثقل استراتيجي في المنطقة و بخاصة أنها تواجه ما يواجهه الأردن من أخطار التهجير القسري للفلسطينيين ، و يزداد الموقف المصري أهمية في ضوء لقاء الرئيس السيسي المرتقب بعد لقاء جلالة الملك بأيام ، و هو ما يعزز التنسيق القائم و المستمر بين البلدين في هذا الملف الخطير.
ثالثاً يشكل الموقف السعودي الذي عُبّرَ عنه من خلال غير بيان رسمي سعودي يرفض فيه التهجير رفضاً قاطعاً، بعكس ما يعلنه ساكن البيت الأبيض الذي يعتبر التطبيع ما بين السعودية و الكيان الصهيوني أمراً حتمياً بمعزل عن تحقيق شرط الدولة الفلسطينية كمبدأ لا يقبل المساومة قبل أي تطبيع مع الكيان الصهيوني ، و قد ظهر هذا الموقف من خلال ما رشح عن اتصال سمو الأمير محمد بن سلمان بجلالة الملك الأسبوع الماضي ، أثناء لقائه برؤساء اللجان في الأعيان و الذي أعلن فيه جلالة الملك لأعيانه أنه تلقى دعماً كاملاً من آلسعوديه قبل توجهه إلى واشنطن.
رابعاً يتمتع جلالة الملك بخبرة واسعة في التعامل مع الرؤساء الأميركيين و قد عاصر عدداً منهم منذ توليه سلطاته الدستورية ، و هذا ما يجعله أكبر قدرة في المناورة معهم ، ضف على ذلك تلك العلاقة القوية للأردن مع الدولة العميقة في أميركا ، و التي تشارك الرئيس الأمريكي في صناعة القرارات السياسية التي تخدم الولايات المتحدة ، و لا تضر بصورتها أمام العالم ، و إن بدا ترمب يغرد أحياناً خارج سربها لكنها قادرة على ضبط قراراته بما ينسجم مع مصالح الولايات المتحدة الأميركية، و هنا لا بد من أن جلالة الملك يملك أوراقاً بديلة يركز فيها على ضرورة الأمن و السلام و دور الأردن في ذلك لتحقيق التكامل و التعاون و الرفاه الاقتصادي في الأقليم بديلاً عن إدخال المنطقة في دوامة عدم الاستقرار التي لن تكون في صالح التاجر ترمب .
خامساً يشكل موقف الفلسطينيين الرافض للتهجير في غزة و الضفة و القابض على جمر المواجهة مع إسرائيل خط الدفاع الأهم في مواجهة تصفية القضية الفلسطينية و إنهائها و هو ما يعزز موقف جلالة الملك في مسعاه .
و بعد ، فأعتقد أن الاستثمار في هذه الروافع سيكون السبب في تعزيز فرصة نجاح لقاء جلالة الملك بالرئيس ترمب ، و أظن أن ما بعد اللقاء لن يكون كما سبقه ؛ لا أدّعي ان موقف ترامب سينعكس رأساً على عقب و لكن سيسهم لقاء جلالة الملك بانزياحات كبيرة على موقف ترمب من قضية التهجير و من باقي ملفات المنطقة .
مدار الساعة ـ نشر في 2025/02/08 الساعة 15:48