العوايشة يكتب: يوم الوفاء والبيعة.. الأردنيون يجددون العهد والولاء للملك عبدالله الثاني

محمد نمر العوايشة
مدار الساعة ـ نشر في 2025/02/07 الساعة 19:57
في السابع من شباط، تتجدد في قلوب الأردنيين مشاعر الوفاء والولاء، مستذكرين بكل فخر وإجلال مسيرة العطاء التي قادها المغفور له، بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه، طوال 47 عامًا، ومواصلين البناء في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي تسلم الراية قبل 26 عامًا، ليكمل مسيرة الإنجاز والتطوير والتحديث.
اليوم، الجمعة، شهدت شوارع المملكة الأردنية الهاشمية مسيرات شعبية حاشدة، امتلأت بالهتافات والشعارات الوطنية، حيث خرج الأردنيون في مختلف المحافظات ليجددوا البيعة لجلالة الملك عبدالله الثاني، مؤكدين وقوفهم خلف قيادته الحكيمة، ورفضهم لكل المخططات التي تحاول النيل من ثوابتهم الوطنية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ومخططات الإدارة الأميركية.
منذ أن تولى جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، وهو يسير بثقة وعزيمة على نهج الآباء والأجداد، رافعًا راية التطوير والتحديث في شتى المجالات، من الاقتصاد إلى السياسة، ومن التعليم إلى الصحة، ومن البنية التحتية إلى الأمن والاستقرار. لقد أثبت الأردن، تحت قيادة جلالته، أنه نموذج يُحتذى في الصمود والتحدي وسط إقليم مضطرب بالأزمات والصراعات.
لم يكن عام 2024 عامًا عاديًا في مسيرة الأردن، فقد شهد اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية، وجاءت هذه الذكرى لتؤكد حجم التحولات التي مر بها الوطن، من تحديث سياسي وإصلاح اقتصادي إلى تعزيز الدور الأردني الإقليمي والدولي.
وما كلمات جلالته في هذه المناسبة إلا تأكيد على الثوابت التي يقوم عليها الأردن، حيث قال : “على العهد واصلنا معًا مسيرة بناء الأردن الحديث في مطلع القرن الحادي والعشرين، وعلى العهد نمضي بعون الله بمسؤولية لخدمة أجيال الحاضر والمستقبل، نحو هدف وطني نسير فيه بثقة وتصميم، للتحديث في مساراته الثلاثة السياسية والاقتصادية والإدارية.”
لطالما شكلت القضية الفلسطينية أولوية أردنية هاشمية، وظل جلالة الملك عبدالله الثاني الصوت العربي الأقوى في الدفاع عنها في المحافل الدولية، مؤكدًا على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وفي ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، كان الأردن أول من كسر الحصار عبر إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية برًا وجوًا، مؤكدًا موقفه الثابت والراسخ تجاه الأشقاء الفلسطينيين.
وفي هذه الذكرى، جدد الأردنيون موقفهم الداعم للقيادة الهاشمية في تصديها لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وأكدوا رفضهم القاطع لأي مخططات تستهدف هوية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، مشددين على أن الوصاية الهاشمية خط أحمر لا يمكن المساس به.
القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، كانت وستظل الدرع الحامي للوطن، وهو ما يؤكده جلالة الملك في كل مناسبة، حيث يحرص على تحديث وتطوير المنظومة العسكرية والأمنية لتكون على أعلى المستويات. واليوم، يستذكر الأردنيون بطولات الجيش في حماية حدود المملكة والتصدي لكل محاولات تهريب الأسلحة والمخدرات، إضافة إلى دوره في دعم الأشقاء الفلسطينيين والإغاثة الإنسانية في غزة.
على امتداد شوارع العاصمة عمان، وإربد، والزرقاء، والكرك، والطفيلة، والعقبة، وكافة محافظات المملكة، كان الأردنيون اليوم على موعد مع مسيرات الولاء والوفاء، حاملين الأعلام الأردنية وصور جلالة الملك، ومرددين الهتافات التي تعكس وحدة الصف الأردني والتفاف الشعب حول قيادته.
هذه المشاهد ليست غريبة على الأردن، فطالما كان شعبه وفيًا لقيادته، يدرك حجم التحديات التي تحيط به، ويؤمن بأن المستقبل لا يُصنع إلا بالعزيمة والإرادة والعمل المشترك.
يأتي يوم الوفاء والبيعة هذا العام في ظل تحديات إقليمية ودولية كبيرة، لكن الرسالة التي بعث بها الأردنيون اليوم للعالم واضحة: الأردن قوي بوحدته، متماسك بقيادته، مستمر في بناء مستقبله رغم كل الصعوبات.
وفي هذا اليوم المجيد، يجدد الأردنيون العهد لجلالة الملك عبدالله الثاني، مؤكدين أن الراية ستظل بأيدٍ أمينة، وأن المسيرة ستستمر بعزم وإرادة، ليظل الأردن كما كان دومًا، نموذجًا في الاستقرار، والتقدم، والوفاء.
بقلم : محمد نمر العوايشة
مدار الساعة ـ نشر في 2025/02/07 الساعة 19:57