الشمايلة يكتب: الأردن وأجندة الشباب السلام والأمن والدور الاقليمي المتجدد

د. معن الشمايلة
مدار الساعة ـ نشر في 2025/02/05 الساعة 21:01
يواصل الأردن تعزيز مكانته الريادية في دعم أجندة الشباب والسلام والأمن، انطلاقاً من التزامه بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2250 الذي تبناه عملياً في العام 2015. هذا القرار الذي يؤكد على أهمية مشاركة الشباب الفاعلة في عمليات صنع القرار، ودورهم المحوري في تحقيق التنمية المستدامة والأمن الإقليمي من خلال السياسات والبرامج المختلفة، حيث يعكس الأردن دوما التزامه بتمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم على جميع المستويات بتوجيه مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني حفظه الله، مما يعزز دور الأردن كدولة رائدة في دعم قضايا الشباب على الصعيدين الوطني والإقليمي.
لقد لعب الأردن دوراً محورياً في تعزيز أجندة الشباب والسلام والأمن، حيث كان له دوراً قيادياً في تطوير الاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن (2023-2028)، والتي أطلقت في العاصمة الأردنية عمان تحت رعاية سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني في سبتمبر من العام 2024، حيث تعد هذه الاستراتيجية إطاراً شاملاً لتمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم في عمليات صنع القرار وبناء السلام. كما تم اختيار الأردن نهاية الاسبوع الماضي لاستضافة إطلاق الخطة التنفيذية لهذه الاستراتيجية، وذلك خلال اجتماع مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب في دورته الـ48 الذي عقد في العاصمة العراقية بغداد. هذا الاختيار جاء تقديراً للجهود الأردنية المتميزة في دعم الشباب العربي وتعزيز دورهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
وعلى الرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققها الأردن في هذا المجال، إلا أن تنفيذ أجندة الشباب والسلام والأمن واجه تحديات كبيرة، لعل أبرزها العقبات الإدارية والبيروقراطية التي أعاقت تقدم هذا البرامج الحيوي. ومع ذلك، فقد نجحت الإجراءات الحكيمة التي اتخذها معالي وزير الشباب المهندس يزن الشديفات في إزالة هذه العقبات، مما أعاد الزخم من جديد لتنفيذ هذه الأجندة الحيوية للشباب. وقد عززت هذه الخطوات التصحيحية من قدرة وزارة الشباب على الاضطلاع بدورها الفاعل في دعم الشباب وتمكينهم، مما يعكس التزام الأردن بتحقيق أهداف أجندة الشباب السلام والأمن.
على صعيد متصل تم اختيار عمان عاصمة للشباب العربي لعام 2025 حيث يعد ذلك إنجازاً مهماً يعزز مكانة الأردن كدولة داعمة لقضايا الشباب. هذا الإعلان، الذي جاء بناءً على طلب رسمي من الأردن وموافقة مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، يشكل اعترافاً جديداً بدور الأردن الرائد في تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم في مختلف المجالات. ومن المتوقع أن يرافق هذا الإعلان سلسلة من البرامج والفعاليات التي تهدف إلى تعزيز قدرات الشباب القيادية، ودعم مشاركتهم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بالإضافة إلى تشجيع الابتكار والريادة بين الشباب العربي. وفي هذا السياق، أكد وزير الشباب، نائب رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، أن اختيار عمان كعاصمة للشباب العربي سيشهد تنفيذ برامج متكاملة لدعم الشباب في مجالات الابتكار والريادة والمشاركة السياسية والثقافية والرياضية. هذه البرامج ستسهم في تعزيز دور الشباب كشركاء فاعلين في بناء مستقبل أكثر أمناً واستقراراً في المنطقة. وفي إطار الدور الإقليمي المتجدد للأردن في أجندة الشباب والسلام والأمن.
في الختام، يشكل اختيار عمان عاصمة للشباب العربي لعام 2025، إلى جانب استضافة الأردن لإطلاق الخطة التنفيذية للاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن، فرصتين استراتيجيتين لتعزيز مكانة الأردن على المستويين الإقليمي والدولي. هذه الخطوات تعكس التزام الأردن بتمكين الشباب وتعزيز دورهم في بناء السلام والتنمية المستدامة، مما يجعل الأردن نموذجاً يحتذى به في المنطقة. ومن خلال هذه الجهود، يثبت الأردن مرة أخرى أنه شريك فاعل في دعم جهود الشباب وتمكينهم لقيادة التغيير الإيجابي نحو مستقبل أكثر إشراقاً للأردن والمنطقة العربية.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/02/05 الساعة 21:01