الاتحاد الأردني للمبارزة وبوصلة الاولويات ما بين الماضي والمستقبل
مدار الساعة ـ نشر في 2025/02/05 الساعة 15:09
مدار الساعة - في مشهد رياضي كان يثير القلق لسنوات، عانى الاتحاد الأردني للمبارزة من سوء إدارة الموارد المالية، حيث كشفت الحقائق أن الإدارات السابقة راكمت فائضًا ماليًا دون استثماره بالشكل الأمثل، في وقت كانت البنية التحتية الرياضية تتآكل، واللاعبون والمدربون يُحرمون من الفرص الدولية بسبب مزاعم نقص التمويل.
دهشة وإحباط بين اللاعبين والمدربين
أُصيب اللاعبون والمدربون بالدهشة والإحباط عندما علموا بوجود وفرة مالية في خزينة الاتحاد، خاصة وأنه لطالما تم إخبارهم بأن عدم المشاركة في البطولات الدولية والمعسكرات الخارجية يعود إلى نقص الموارد المالية. هذا الاكتشاف أثار تساؤلات حول أولويات الإدارات السابقة، حيث كان اللاعبون يتدربون في منشآت متهالكة، فيما تعطلت مسيرتهم الرياضية بسبب غياب الدعم الكافي.
لم تكن هذه المعاناة جديدة، فقد شهدت السنوات الماضية عزوف العديد من اللاعبين الموهوبين عن اللعبة بسبب الإهمال الذي واجهوه، حيث افتقدوا للدعم والتطوير الذي يطمح إليه أي رياضي يسعى لتمثيل بلاده بأفضل صورة. كان غياب التخطيط الاستراتيجي سببًا رئيسيًا في فقدانهم لشغفهم بالرياضة، بعدما اصطدموا بواقع يفتقر لأبسط مقومات النجاح.
منشآت متآكلة رغم الفائض المالي
المنشآت الرياضية التي كانت تحت إشراف الإدارات السابقة وصلت إلى حالة مزرية. مبنى التدريب عانى من بنية تحتية متآكلة، وتسريبات المياه أثرت على بيئة التدريب، بينما لم يتم استثمار أي جزء من الفائض المالي في تحسين هذه المرافق الأساسية. هذا التناقض بين توفر الموارد المالية وتجاهل الاحتياجات الملحّة أثار استياء اللاعبين والأهالي وكل من له صلة باللعبة.
الإدارة الجديدة تُصحح المسار وتضع اللاعبين أولًا
بعد الحديث مع العديد من الأهالي واللاعبين والمدربين، أبدوا استحسانهم الكبير للنهج الجديد الذي تتبعه الإدارة الحالية للاتحاد، حيث وضعت اللاعبين والمدربين ضمن أولوياتها، وبدأت بتنفيذ خطة تطوير منهجية واضحة تهدف إلى الارتقاء بالمبارزة الأردنية.
لم تقتصر رؤية الإدارة الجديدة على تحسين البنية التحتية، بل شملت تعزيز فرص اللاعبين في المشاركات الدولية، وإعدادهم وفق برامج تدريبية متقدمة. كما عملت على بناء علاقات قوية مع القطاع الخاص لدعم توجهات الاتحاد، من خلال استقطاب الرعاة والممولين، بما يضمن استدامة التطوير بعيدًا عن أزمات التمويل التي أثّرت على الأجيال السابقة من المبارزين.
فرصة جديدة لرياضة المبارزة في الأردن
إن وجود فائض مالي دون استثماره كان فرصة ضائعة، لكن الإدارة الحالية تدرك أن الاستثمار في اللاعبين والبنية التحتية هو مفتاح النجاح. الرياضة تحتاج إلى إدارة واعية تدرك أن دعم المواهب وتوفير بيئة تدريبية متطورة هو السبيل الوحيد لوضع الأردن على خارطة المنافسة الدولية.
اليوم، ومع التوجه الجديد للاتحاد، يبدو أن المبارزين الأردنيين أمام فرصة حقيقية لاستعادة بريقهم وتحقيق طموحاتهم، في ظل إدارة تعي أن النجاح لا يتحقق بالأموال المخزنة، بل بحسن استثمارها في بناء جيل قوي من الأبطال.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/02/05 الساعة 15:09