أسوأ رئيس في العالم

مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/30 الساعة 00:15
شكّل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مثالاً رديئاً، وأنموذجاً غاية في السوء، لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، منذ توليه الحكم مطلع العام 2017، بعد سلسلة لا متناهية من المواقف العدائية، ضد أي شيء، وكل شيء، بدءاً من المهاجرين والأقليات في بلاده، للعرب والمسلمين، لانتهاجه سياسة عدائية حتى ضد الدول الأوروبية، الحليفة التقليدية التاريخية والأيديولوجية للولايات المتحدة، ومواقفه المتشددة مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لشنه حرباً تجارية على الصين، وانسحابه من الإتفاق النووي الإيراني الذي أبرم في 2015 ، ومحاولته ابتزاز تركيا وإخضاعها، على خلفية محاكمتها للقس الأمريكي المتهم بالتجسس أندرو برانسون، لعلاقات بلغت أوج توترها مع كوريا الشمالية، حتى الجارتان القريبتان، كندا والمكسيك، لم تسلما من الثور الأميركي الهائج، لقائمة تطول، ربما يكون ابرزها سوءا قد تجسد بمواقفه العدوانية ضد الفلسطينيين، بإعلانه مدينة القدس عاصمة لكيان الاحتلال، وتضييق خناقه على الأونروا، ووقف المساعدات للفلسطينيين، لإسقاط حق عودتهم، حتى لم يترك الرجل من صديق وحليف، قبل العدو، إلا ولعن الساعة التي تسلم فيها سدة حكم الدولة التي تحكم العالم، وتتحكم فيه. تاريخ ترمب الحافل بالفضائح ، لم يكن يؤهله لتولي إدارة شركة من الدرجة العاشرة، في دولة أخرى تحترم نفسها.. لولا الثروة الضخمة التي ورثها عن والده وجده الذي بدأ سلسلة أعماله في إدارة المواخير، فالرجل، مارس سلوكيات شخصية شاذة، قبيل توليه المنصب الأكثر أهمية على وجه الكرة الأرضية، وباتت فضائح علاقاته الجنسية، تطارده اليوم، وتهدد مستقبله السياسي، ووصلت حد المطالبة بعزله عن منصبه، بعد انقلاب اقرب مستشاريه عليه، خلال التحقيق الذي يجيريه المحقق المكلف من وزارة العدل الأمريكية، جيري مولر، في قضية تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية، لصالح ترمب. آخر المنقلبين على ترمب، وليس آخرهم، محاميه السابق، اليهودي مايكل كوهين، الذي كان يلقب بكلبه الوفي، اعترف قبل أيام، بدفع أموال إبان حملة ترمب الإنتخابية، لشرء صمت عارضة بورنو ، تورط معها ترمب بقضية لا أخلاقية، كما اعترف بامتلاكه معلومات حول قرصنة أجهزة كمبيوتر، أدت إلى اضعاف موقف منافسته هيلاري كلينتون، واعترافه أيضاً، حول إجتماع عقد في برج ترامب بمدينة نيويورك في حزيران 2016 ، بين وفد روسي، ومسؤولي حملة ترامب الانتخابية ! سلوكيات ترمب قبل الرئاسة، لم تكن أفضل حالاً منها وهو سيد البيت الابيض، فكنا نشاهده في حلقات المصارعة الامريكية الحرة WWE، التي يمتلكها صديقه المقرب فينس ماكمان، وهو يؤدي أدواراً سخيفة تافهة، خلال مشاركته في مباريات المصارعة الإستعراضية، حتى وصل به الأمر يوماً إلى قص شعر ماكمان عنوة، على الصفر، داخل حلبة المصارعة، أمام عشرات الآف المشاهدين .. الرجل المهووس بالـ (show)، اقتحم تلفزيون الواقع .. وقدّم برنامجه الشهير سيلبرتي ابرانتس الذي كان يستعرض فيه غروره بشكل صارخ، واشتهر خلاله بجملته التي كان يرددها لطرد كبار النجوم الأمريكيين المشاركين معه : You Are Fired أو ( أنت مطرود) . قبل حكمه.. كان ترمب يمتهن صناعة القمار، وامتلك أكبر الكازينوهات في بلاده، وهما، اتلانتيك سيتي كازينو، و»تاج محل» الذي أفلس لاحقاً. وإبان حكمه.. رصدت صحيفة واشنطن بوست في تحليل سياسي لها، 1318 تصريحاً مضللاً للرأي العام، أدلى بها ترمب للمواطنين الامريكيين، خلال عامه الأول فقط !؟ الآن، يواجه الرئيس المتعجرف، مصيراً غامضاً، وقد يتعرض للعزل من منصبه جراء تحقيقات مولر ، الآمر الذي يتطلب بطبيعة الحال، مصادقة ثلثي أعضاء الكونجرس للخلاص منه. وسواء عزل الأمريكيون ترمب، أم لم يعزلوه، فمن المؤكد تماماً بأن سياساته الفادحة في طريقها الى عزل بلاده، عن الدول الحليفة قبل المعادية، والأدهى، أن مواقفه قد أسهمت دون قصد منه، بتوحيد صفوف التحالفات المناوئة للسياسات الأميركية الترامبية، وقربت الفرقاء، وعززت قواسمهم المشتركة التي أوجدها ترمب ذاته، للصين مثلاً، وروسيا، وإيران وتركيا الخ، اضافة لأوروبا التي من المؤكد انها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام قراراته ومواقفه المناوئة لها، وقد تجد نفسها مضطرة لفتح ابواب التقارب هي الأخرى مع بقية المتضررين، وتحوّل بوصلتها الاقتصادية مرغمة، وتدخل في موسم الهجرة الى الصين ! الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/30 الساعة 00:15