العمرو يكتب: من يدعم السلاح يتحمل مسؤولية إعادة إعمار غزة واستقبال المهجّرين

نضال الثبيتات العمرو
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/26 الساعة 08:41
منذ أن بدأت مأساة غزة تتكشف أمام العالم، تُسجَّل فصول جديدة من الظلم والتخاذل، غزة.. تلك الرقعة الصغيرة من الأرض التي أصبحت رمزاً للصمود الفلسطيني، تواجه واحدة من أعنف الهجمات في تاريخها الحديث، فمشاهد الدماء والدمار ليست وليدة الصدفة، بل نتيجة سلسلة طويلة من الدعم الممنهج الذي قُدّم لإسرائيل لتمضي في طريقها نحو التدمير بلا وازع أخلاقي أو رادع قانوني.

من يقف وراء هذا الدعم؟ إنه سؤال لا يحتاج إلى كثير من التفكير، الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول كثيرة من الاتحاد الأوروبي هي التي تزود إسرائيل بالأسلحة المتطورة، وهي الدول ذاتها التي تغض الطرف عن جرائمها تحت غطاء المصالح السياسية والتحالفات الاستراتيجية، هي ذاتها التي سمحت لهذا الكابوس أن يستمر.
هؤلاء الشركاء، بشكل مباشر أو غير مباشر، يتحملون كامل المسؤولية، فدعم السلاح ليس مجرد صفقة تجارية، بل هو مشاركة في الجريمة، وأن مجرد التبرير بأن هذا الدعم يهدف إلى حماية إسرائيل هو محض افتراء مقزز، كيف يُبرَّر استخدام هذه الأسلحة في قصف المنازل، وقتل الأطفال، وتشريد الأسر وهم فعلياً أصحاب الأرض؟، ومن يقتلهم ويقصفهم بالسلاح الأمريكي والبريطاني والاوروبي هو المحتل الصهيوني.
كل من أسهم في هذه الكارثة، سواء بتقديم السلاح أو بالصمت على الجرائم، يتحمل عبء إعادة إعمار غزة، واستقبال مهجريها، هذا إن كان الهدف الحقيقي هو حماية "القيم الإنسانية" كما يدّعي البعض، فإن أولى الخطوات هي فتح أبواب تلك الدول لاستقبال الفلسطينيين الذين فقدوا كل شيء، هذه مسؤولية أخلاقية لا يمكن لإدارة البيت الأبيض التملص منها، ولا للإدارة بريطانيا والاتحاد الأوروبي أن تتهرب من منح إسرائيل القدرة على تدمير غزة، وعليهم هم جميعا أن يتحملوا نتائج قراراتهم العنصرية النازية تجاه العرب والمسلمين.
على الإدارة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي وبريطانيا أن يفهموا أن الفلسطينيين ليسوا أرقاماً في نشرات الأخبار، بل هم أرواح وأحلام دُفنت تحت الأنقاض، بفعلهم، بفعل قرارات قياداتهم، وسياسييهم، على هؤلاء أن يفهموا أن غزة ليست مجرد قضية جغرافية أو صراع محلي، غزة هي اختبار للقيم الإنسانية والعدالة، ان كل رصاصة أُطلقت على طفل فلسطيني، وكل قنبلة دمرت منزلاً، هي إدانة مباشرة للذين قدموا السلاح وساعدوا في صنع هذه المأساة.
أعيدوا بناء غزة، ليس فقط بالحجر والمال، بل بالاعتراف بالخطأ، افتحوا أبوابكم للفلسطينيين الذين هجّرتهم سياساتكم، العالم بأسره يراقب، والتاريخ لن ينسى.. والذين تبقوا من أطفال سيروون الحكاية موثقة للأجيال القادمة ماذا فعلت امريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بالشعب الفلسطيني وكيف شاركوا في قتلهم وتدمير بلادهم .. دعماً للاحتلال الصهيوني النازي اللاسامي.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/26 الساعة 08:41