عندما يتحول «أكيد» إلى بوق.. لكن لماذا؟

مدار الساعة - لم تكن هذه أول سقطة لموقع أكيد التابع لمعهد الإعلام الأردني. كانت له سقطات إعلامية سابقة، ليس آخرها عندما احتضن رأياً هاجم ارقام الطلاق في الاردن، فقام موقع "أكيد" ببعثرة هذه الارقام، مهاجما الصحيفة التي نشرته، وبدأ بتوزيع الأحكام، هنا وهناك. ما هو غريب أن يترك "أكيد" إشاعات مسّت البلد، ويتجه إلى نفي خبر صحيح، بشهادة المسؤولين والصحفيين الموجودين في الحدث. أكيد الذي يزعم انه مرصد للمصداقية راح يتنطّع مشاركا في المعارك السياسية حينا والاجتماعية حينا والاقتصادية حينا آخر. فهل يريد ان يحمي نفسه بعد ان اعترفت الحكومة ان "أكيدها" غير قادر على فعل شيء عندما اعلنت عن انشاء منصة لها لمحاربة الاشاعة. في العنوان يقول موقع "أكيد" خبر انتظار الرئيس البوسني نصف ساعة لدخول المدرج الروماني.. غير صحيح"، مستندا الى من له مصلحة في نفي الخبر، من دون أن يكلف الزملاء أنفسهم بتفحص ما جرى عبر مصادر موثوقة لا مصالح لها. وهذه وقعة مهنية. في الخبر الذي انفردت به "مدار الساعة" اكدت مصادر أن ضيف البلاد رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك باكير عزت بيغوفيتش، انتظر نحو نصف الساعة حتى تفتح له أبواب المدرج الروماني في العاصمة عمان مساء اليوم الثلاثاء. واعتمدت مدار الساعة في نقلها هذا الخبر على مصادر متعددة تتعدى الثلاثة مصادر. أما الوقعة المهنية الاخرى ان النفي الذي اورده موقع أكيد ليس نفيا لوقوع التأخير بل لعدد دقائقه. وأكثر من ذلك اتى موقع أكيد بما يؤكد وقوع التأخير بنفسه. مصادر من داخل المطبخ الدبلوماسي ومطلعة عن قرب على تفاصيل ما جرى كانت عبّرت لـ "مدار الساعة" عن انزعاجها من نشر الخبر، محاولة الدفاع عن نفسها بالقول: ليس نصف ساعة بل لا يزيد عن العشرة دقائق. المعلومات التي تمتلكها "مدار الساعة" من جهات ومصادر متطابقة تؤكد ان دقائق انتظار الرئيس البوسني كانت أكثر بكثير من عشر دقائق. أما اللافت فاعتماد "أكيد" على مصدر له مصلحة في ان ينفي الخبر. رغم ان الكتاب الرسمي الذي نقلته اكيد عن سفارة البوسنة والهرسك، يشي بان الانتظار حصل عندما قال الكتاب: "زيارة المدرج الروماني كانت غير معلنة للجهات المعنية". اضافة الى النفي المبهم عندما قالت السفارة ان وفد الرئاسة لم ينتظر مدة 30 دقيقة حتى فُتِحت أبواب المدرج الروماني".. "زيارة المدرج الروماني كانت غير معلنة للجهات المعنية".فهل يعني ذلك انه انتظر 28 دقيقة مثلا؟ لنلقي نظرة فاحصة على صور الرئيس أمام ابواب المدرج الروماني المغلقة..