الخصاونة يكتب: الأحزاب الأردنية بين استحقاق الاستمرارية ومتطلبات المرحلة السياسية

المحامي حسام حسين الخصاونة
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/23 الساعة 11:06
تواجه الأحزاب الأردنية اليوم تحديًا محوريًا يتطلب منها إعادة النظر في أدوارها وآليات عملها لضمان الاستمرارية وتعزيز حضورها على الساحة السياسية. لم يعد مقبولًا أن يقتصر دور الأحزاب على مواسم الانتخابات، فقد شهدت الساحة اختفاء بعض الأحزاب بمجرد انتهاء الانتخابات البرلمانية الأخيرة، مما يثير تساؤلات حول مدى استعدادها لتحمل المسؤولية الوطنية في مرحلة دقيقة كهذه.
رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني واللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية جاءت لتؤكد أهمية استمرارية العمل الحزبي كعنصر أساسي في بناء الدولة الديمقراطية الحديثة. الأحزاب مطالبة بأن تكون حاضرة بشكل دائم، تعمل بفاعلية على الأرض وتخدم قضايا المواطنين، بعيدًا عن الموسمية التي تهدد دورها ومصداقيتها.
الأحزاب اليوم بحاجة إلى مواقف سياسية واضحة تعبر عن رؤيتها الوطنية، بعيدًا عن الغموض أو الحياد الذي يفقدها ثقة الشارع الأردني. الشفافية في الخطاب والجرأة في الطرح هما من أهم ما ينتظره المواطن الأردني من الأحزاب، إلى جانب تبني برامج عملية تركز على تقديم حلول حقيقية تعالج الأولويات الوطنية، مثل تحسين الأوضاع الاقتصادية، تعزيز الخدمات الأساسية، ودعم وتمكين الشباب.
كما أن التفكير الاستراتيجي واستشراف المستقبل يمثلان ضرورة حتمية، حيث يجب على الأحزاب إعداد خطط متكاملة تضمن مشاركتها الفاعلة في جميع الانتخابات التي تُنظم داخل الدولة، سواء البرلمانية، البلدية، أو مجالس المحافظات. المشاركة المستمرة في هذه الاستحقاقات تعزز حضور الأحزاب في مراكز صنع القرار، وتؤكد التزامها بخدمة الوطن والمواطن.
في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تؤثر على الأردن، يبقى دور الأحزاب محوريًا في تعزيز الهوية الوطنية الأردنية وحماية استقرار الدولة. المرحلة الحالية تتطلب تعاونًا بين الأحزاب لتقديم رؤية شاملة تسهم في تحقيق التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية المنشودة.
الشعب الأردني يتطلع إلى أحزاب تمتلك المصداقية والقدرة على تجاوز الخلافات الداخلية والعمل بروح الفريق الواحد. رؤية القيادة الهاشمية تؤكد أن الأحزاب ليست مجرد خيار، بل ضرورة وطنية لتعزيز الديمقراطية والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للأردن.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/23 الساعة 11:06