أسئلة نيابية.. بنكهة استعراضية

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/23 الساعة 06:34

أتابع واسمع العديد من الاسئلة النيابية الموجهة للحكومة ضمن الجلسات الرقابية، الا انني اجد العديد منها بعيدة عن المنطق والواقع وتذهب باتجاه «الاستعراض والشعبويات والمزاودات» وتحديدا تلك التي تعنى بالاقتصاد والظروف المعيشية للمواطنين بهدف التشويش على عمل الحكومة، فلماذا تكثر هذه الاسئلة؟.

انا شخصيا لا اعرف اذا كان هؤلاء النواب يتابعون التلفاز ويقرؤون الاخبار ويشاهدون ما يحدث من حولنا من احداث دراماتيكية وجيوسياسية خطيرة كان آخرها العدوان على غزة وتداعياته الاقتصادية الخطيرة التي لولا التوجيهات الملكية والاجراءات الحكومية السريعة لتحول حالنا من حال الى حال، ولكانت اسئلتهم تدور حاليا حول لماذا لا تأتي الكهرباء الا اربع ساعات واين السلع، وكيف سنعمل لتخفيض التضخم.
اسئلة ومطالبات لا يمكن ان تخطر على بال عاقل ولا يجوز طرحها بمثل هذه الظروف الصعبة التي يعاني فيها اقتصادنا و ماليتنا العامة جراء تراجع الايرادات وتراجع السياحة والاستثمار و تعطل سلاسل التوريد وما رافقها من موجات تضخم واجهناها بكل حصافة ونجاح حتى ان الاردنيين لم يشعروا باي تغير رغم تغير حال الكثير من الشعوب والدول حولنا وفي العالم.
مقولة «اللي ما بشوف من الغربال بكون اعمى» تنطبق على بعض من يطلقون الاسئلة والمطالبات دون معايير منطقية وواقعية ويتعمدون من خلالها المزاودة والشعبوية وزعزة ثقة الشارع في الحكومة، دون مراعاة لكل الظروف والتحديات الصعبة التي تحيط بنا، ويحاولون ان يصوروا للشارع بانهم المنقذين والاكثر حرصا على مصالحهم وبانهم يعيشون في دولة غنية نفطية.
المثير ان بعض النواب وهم قلة يحاولون من خلال اسئلتهم الشعبوية وغير المنطقة ان يتصدروا الترند و «الشو» والشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، والاهم انني ألاحظ حجم التمويل الذي ينفق على صفحات نواب من فصيل حزبي وبشكل كبير ومبالغ فيه بهدف الوصول الى اكثر عدد من المشاهدين.
بعض الطلبات والاسئلة من قبل بعض النواب تجعلك تتخيل وانت تسمعها باننا نعيش في دولة نفطية صناعية غنية ومن ضمن مجموعة العشرين، بينما الحقيقة تقول اننا نناضل ونكافح لاجل الصمود بوجه التحديات التي تواجهنا وتحقيق ما نحققه من انجازات ابرزها ارتفاع التصنيف الائتماني للاردن وحجم الاحتياطي وارتفاع الصادرات والتطور الذي تشهده المملكة ويحظى باعجاب كل من زارها.
خلاصة القول، اقدر كثيرا دور مجلس النواب في عمله الرقابي وصياغة التشريعات، غير انني اجد ان بعضا من الاسئلة التي يوجهها بعض من النواب تتنافى مع الواقع وتجلد الانجاز وتشغل الحكومة وتزعزع الثقة بها باوقات نحن بامس الحاجة الى بث التفاؤل وتعظيم المنجزات وعدم الاساءة لسمعة اقتصادنا والاستثمار لدينا بهدف الحصول على شعبويات قد يدفع الشعب نفسه ثمنها لاحقا.

مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/23 الساعة 06:34