الردود الكنسيّة على وقف إطلاق النار في غزة
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/22 الساعة 23:49
البداية كانت من الفاتيكان، حيث أعرب البابا فرنسيس عن امتنانه لجميع الوسطاء المشاكرين للوصول إلى هذه النتيجة المهمّة. وأمل قداسته أن يتمّ احترام ما تمّ الاتفاق عليه على الفور من قبل الأطراف، وأن يتمكّن جميع الرهائن من العودة إلى ديارهم، وأن تصل المساعدات الإنسانيّة إلى سكان غزة، الذين هم في أمسّ الحاجة إليها، بشكل أسرع وبكميات كبيرة.
وقال البابا فرنسيس في كلمته يوم الأحد: «إنّ الإسرائيليين والفلسطينيين يحتاجون إلى علامات واضحة للأمل: وأنا على يقين من أنّ السلطات السياسيّة في كليهما، وبمساعدة المجتمع الدوليّ، قد تتوصّلان إلى الحلّ الصحيح للدولتين. وليتمكن الجميع من القول: نعم للحوار، نعم للمصالحة، نعم للسلام».
أما في القدس الشريف، فكانت أولى التصريحات صادرة عن مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في الأرض المقدّسة. فقد رحّب المجلس في بيانه بإعلان وقف إطلاق النار في غزة، موضحًا بأنّه يمثّل «نهاية هامة للعنف الذي تسبّب في معاناة لا يمكن قياسها»، و"خطوة ضروريّة لوقف الدمار، وتلبية الاحتياجات الإنسانيّة العاجلة للكثير من العائلات المتأثرّة».
ولفت المجلس إلى أنّ «نهاية الحرب لا تعني نهاية النزاع»، مشدّدًا على أنّه «لا يمكن تحقيق السلام الحقيقي والدائم إلا من خلال حلّ عادل يُعالج جذور هذا النزاع الطويل».
ونبقى في القدس، حيث أكد الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، لوسائل إعلام فاتيكانيّة، أنّ وقف إطلاق النار هو «نقطة تحوّل ضروريّة كنا في حاجة إليها»، مشيرًا إلى سعادة الغزيين بهذا الأمر كون الحرب «أنهكت قوانا، واستنزفت طاقاتنا، وجرحت حياة الجميع». لكن البطريرك شدّد على ضرورة استمرار هذه الهدنة، داعيًا الجميع على بذل كلّ ما في وسعهم لضمان استمرارها»، مدركًا بأن هناك من سيعمل ضد هذا الاتفاق، لكنه أصرّ على أنه «يجب ألا نمنحهم مساحة». وفي سياق أوسع، حذّر غبطته من أنّ الاتفاق ليس نهاية الرحلة، فالأمل أن يكون بداية لعملية من شأنها أن تجلب السلام الدائم، حتّى لو كانت هذه المسيرة شاقة وطويلة.
ووجّه الكاردينال بيتسابالا دعوة إلى جميع مسيحيي العالم للحج إلى الأرض المقدسة. وقال: «حان الوقت أيضًا لرفع نظرنا والعودة إلى القدس لإدخال الفرح إلى قلوب العديد من العائلات المسيحية التي تنتظر بفارغ الصبر عودة الحجاج». وقال: «عودوا فنحن ننتظركم بفرح».
ومن غزة، قال كاهن رعيّة العائلة المقدّسة التابعة للبطريركيّة اللاتينيّة، الأب جبرائيل رومانيلي، أنّه ومع سريان وقف إطلاق النار بدأ الغزيون يفكرون في كيفية إعادة بناء منازلهم وبدء حياتهم من جديد. وأمام الحقيقة المرّة بأنّ غزة مدمّرة في جميع بنيتها التحتية، أكد على أهميّة دور المجتمع الدولي في إيصال المساعدات الإنسانيّة الضروريّة وفي إعادة بناء القطاع المنهك جرّاء الحرب التي استمرّت 15 شهرًا.
وفي الأردن رفعت الصلوات يوم الأحد، من الكنائس، من أجل أن تستمر هذه الحالة من الهدوء وسكوت صوت القصف الحرب والطائرات المسيّرة، ومع تصاعد بخور الكنائس، شكرنا الله تعالى على كلّ الجهود الخيّرة والنبيلة التي بذلها الاردن العزيز، بدءا من جلالة الملك عبدالله الثاني، والجيش العربي وسلاح الجو، والمستشفيات الميدانية، والهيئة الاردنية الهاشمية، ووزير الخارجية، لوقف اطلاق النار من جهة، وايصال المساعدات الى المتضررين واسعاف الجرحى، والدعوة الان المتصلة الى سلام عادل وشامل في غزة وسائر فلسطين والعالم أجمع.
وفي كنيسة قلب يسوع في تلاع العلي، رحبت بالراهبتين الشقيقتين التوأمين ماريا بيلار وماريا المعونة، اللتين خرجتا أخيرا من غزة، وقد كانتا تحت نار القصف اليومي، تشاركان الشعب المحتمي بالكنيسة المعاناة الطويلة، فقالتا بصوت واحد: «ربّنا موجود»...
Abouna.org@gmail.com
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/22 الساعة 23:49