النعسان يكتب: الأردن.. قلب العروبة النابض وقيادته الهاشمية نور الحكمة وسيف الحق
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/22 الساعة 20:04
على مدى 470 يومًا من العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، جسّد الأردن قيادةً وشعبًا أسمى معاني الأخوة والالتزام بالقضية الفلسطينية. في كل زاوية من المملكة، من مدنها إلى قراها، ارتفع صوت الشعب الأردني ليعلن بوضوح أنه مع فلسطين قلبًا وقالبًا، وأن غزة ليست وحدها في معركتها ضد الاحتلال. هذا الدعم لم يكن مجرد كلمات وشعارات، بل كان مواقف ملموسة وشاملة، امتدت من المظاهرات الشعبية العارمة إلى المبادرات الإنسانية والتحركات الدبلوماسية، بقيادة هاشمية حكيمة استحقت الاحترام والإعجاب من الجميع.
الشعب الأردني: زئير الحق وراية الكرامة
منذ الأيام الأولى للعدوان، كان الشعب الأردني أول من هبّ نصرةً لغزة. في كل مكان، علت الهتافات ورفرفت الأعلام الأردنية والفلسطينية جنبًا إلى جنب، تعبيرًا عن وحدة المصير والهدف. الميادين العامة، المساجد، والجامعات كانت ساحات ملأها الأردنيون بمشاعر الغضب ضد العدوان والتضامن مع أشقائهم في فلسطين.
فالمحافظات الأردنية، كافة دون استثناء، شهدت حراكًا شعبيًا واسعًا. خرجت الجموع لتعبّر عن رفضها للظلم ودعمها لصمود غزة، وكأن الأردن كله قلب واحد ينبض لفلسطين. حمل الأردنيون رسائل تتجاوز حدود السياسة، رسائل إنسانية وأخوية تؤكد أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية حدود، بل هي قضية وجود وهوية.
وعلى الصعيد الإنساني، تحوّلت كل مدينة وقرية أردنية إلى خلية نحل تعمل على جمع التبرعات وإرسال المساعدات. من حملات جمع الأموال إلى تنظيم القوافل الإغاثية، كان الجميع يسابق الزمن لتخفيف معاناة أهل غزة. الأدوية، الغذاء، وحتى الملابس، كل ما يمكن أن يُقدم، أُرسل إلى القطاع المحاصر بقلوب عامرة بالحب والتضامن.
وعلى رأس الجهود الأردنية، جاءت القيادة الهاشمية لتكون صوت العدالة ونصير الحق. جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي طالما حمل القضية الفلسطينية في قلبه، كان في طليعة المدافعين عنها على الساحة الدولية فبتوجيهات ملكية سامية، أُقيمت مستشفيات ميدانية أردنية داخل قطاع غزة، عملت على مدار الساعة لتقديم الرعاية الصحية للجرحى والمصابين. هذه المستشفيات لم تكن مجرد هياكل طبية، بل كانت رمزًا للالتزام الأردني تجاه غزة، حيث أرسلت المملكة فرقًا طبية متخصصة لمواجهة التحديات الصحية الصعبة التي فرضها العدوان والى جانب المستشفيات، أُرسلت قوافل الإغاثة الأردنية المحملة بالأدوية والمستلزمات الطبية والغذائية. هذه القوافل، التي انطلقت وسط مشاهد التضامن الشعبي، كانت بمثابة شريان حياة لأهل غزة، تعبيرًا عن مدى تلاحم الأردنيين مع أشقائهم الفلسطينيين.
وعلى المستوى السياسي، كان لجلالة الملك دور رئيس في حشد الدعم الدولي لوقف العدوان. لم يتوقف عن إجراء الاتصالات مع قادة العالم، مؤكدًا ضرورة اتخاذ موقف حازم ضد الاعتداءات الإسرائيلية. في خطاباته أمام الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية، تحدث الملك بلسان الأمة كلها، مطالبًا بالعدالة والحرية للشعب الفلسطيني، ومشددًا على أن استمرار الاحتلال سيظل مصدرًا للتوتر والعنف في المنطقة بأسرها.
صوت الشباب وقلب الأم
وجنبا الى جنب مع مواقف جلالة الملك كان الأمير الحسين ولي العهد قريبًا من نبض الشباب الأردني، يشاركهم رؤاهم ويحثهم على أن يكونوا صوتًا لفلسطين في كل مكان. بتوجيهاته ومشاركاته، أكد ولي العهد أن دعم القضية الفلسطينية ليس مجرد واجب سياسي، بل هو مسؤولية تاريخية وأخلاقية على عاتق كل أردني.
ومن جانبها، كانت جلالة الملكة رانيا العبدالله حاضرة بقوة على الساحة الإنسانية والإعلامية. في لقاءاتها وخطاباتها، نقلت معاناة الأطفال والنساء في غزة إلى العالم، ووجهت رسائل مؤثرة تدعو فيها إلى ضرورة التحرك لإنهاء المأساة الفلسطينية.
والاردنيون جميعا كانوا جزءًا من هذا الدعم، بدءًا من الأطفال الذين تبرعوا بما يملكون، إلى الكبار الذين نظموا المبادرات، والقيادة التي حملت المسؤولية كاملة. هذه اللوحة المشرقة من التضامن أثبتت أن الأردن، رغم كل التحديات، هو دائمًا في الصف الأول للدفاع عن فلسطين. مؤكدين ان هذا الوطن الصغير بحجمه، الكبير بمواقفه، سيبقى رمزًا للوحدة والعروبة والأردن، قيادةً وشعبًا، كتب فصلًا جديدًا من فصول الصمود والتضامن، وأثبت أن الحق لا يموت ما دام هناك من يدافع عنه.في مشهد تاريخي نادر، استطاع الأردن أن يجمع بين القوة الشعبية والتحركات الرسمية ليبعث رسالة واضحة للعالم: "فلسطين ليست وحدها، وغزة ليست وحيدة". كانت هذه الرسالة كالشعلة التي أضاءت طريق العدالة وسط ظلام الاحتلال، وأكدت أن الأردن سيظل دائمًا نصيرًا للحق وصوتًا للحرية.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/22 الساعة 20:04