الخصاونة تكتب: المسؤولية المجتمعية: هل تقع على عاتق المجتمع أم الأفراد؟
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/21 الساعة 18:14
مدار الساعة - كتبت: الدكتورة خلود الزعبي الخصاونة - المسؤولية المجتمعية، هل تقع على عاتق المجتمع أم الأفراد؟ هذا السؤال الذي تأتي معظم إجاباته على أنها تقع على عاتق المجتمع! لكن إذا تعمقنا أكثر في معنى كلمة "مجتمع" ومما يتكون المجتمع؟ نرى أنه يتكون من الأفراد، فالمسؤولية إذًا تقع على عاتق الأفراد لتنعكس على المجتمع ككل.
تُعد المسؤولية المجتمعية واحدة من دعائم الحياة الاجتماعية المهمة، فهي وسيلة لتقدم الفرد والمجتمع، بل إن التنمية والتقدم البشري يقومان على المسؤولية الاجتماعية. حيث أن قيمة الفرد تقاس بقيمة رصيده الاجتماعي وبمدى تحمله للمسؤولية تجاه نفسه وتجاه الآخرين. كما تعد المسؤولية المجتمعية قضية حيوية لارتباطها بالجوانب المتصلة بتحديد الأفعال والممارسات وما يترتب على هذه الأفعال والممارسات من نتائج إيجابية أو سلبية داخل الكيان الاجتماعي.
إن أساس المسؤولية المجتمعية هو التكوين الذاتي الذي يقوم على نمو الضمير كرقيب داخلي، إلا أنها في نموها نتائج اجتماعية يتم تعلمها واكتسابها من خلال المؤسسات الاجتماعية المختلفة. وتبدأ منذ الصغر من الأسرة، ثم المدرسة، والجامعة...
تحمل المسؤولية من الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل فرد في المجتمع، لأن نهضة هذا المجتمع تتوقف على نهضة أفراده. وإذا استطاع كل فرد أن يتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه، ارتقى المجتمع وتشابك وتساند.
فعليك أن تعي وتؤمن أنك لم تُخلق عبثًا وأن الله سبحانه وتعالى خلقك لسبب جليل وقيم، وهو إعمار الأرض. فأنت كفرد مؤثر في المجتمع تأثير كبير، وعليك مسؤولية كبيرة، حيث تبدأ مسؤوليتك من الاهتمام بالمجتمع الذي تنتمي إليه. هذا الاهتمام هو الارتباط العاطفي به، الذي يخالطه الحرص على استمرار تقدمه وتماسكه وبلوغه أهدافه. ومن ثم فهم المغزى الاجتماعي لأفعالك وإدراك آثار تصرفاتك وقراراتك على المجتمع، وتنتهي بالمشاركة، بمعنى اشتراك الفرد مع الآخرين في عمل ما، وفهم الأعمال التي تساعد المجتمع في إشباع حاجاته وحل مشكلاته والوصول إلى أهدافه وتحقيق رفاهيته.
وهنا عليك أولًا فهم وتقبُّل دورك أو أدوارك الاجتماعية التي تقوم بها لتحرص على الوصول إلى النتيجة التي ترضي المجتمع وتخدم هدفك.
من أبعاد المسؤولية الاجتماعية المشاركة في المحافظة على الملكية العامة لنستفيد منها ونجعل الآخرين يستفيدون منها أيضًا. كما نعمل على ترشيد موارد المجتمع حتى نسعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأهم هذه الأبعاد وجوهرها الوعي بأهمية المشاركة في المبادرات التطوعية لتنمية المسؤولية الاجتماعية.
فالمسؤولية المجتمعية تمثل فضاءً رحبًا ليمارس الأفراد ولاءهم وانتمائهم لوطنهم، بالإضافة إلى أنها عملية واعية تُعبّر عن حرص الفرد على أن يكون له دور إيجابي في وطنه.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/21 الساعة 18:14