كذبة ارتفاع الأسعار في الأردن

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/21 الساعة 03:11

أنا شخصياً أتجول في الأسواق بشكل شبه يومي واشاهد بعينيَّ حجم «العروض والتنزيلات» والمنافسة الشرسة على السلع الاساسية الغذائية، وغير الاساسية والملابس والكهربائيات والمفروشات، باستثناء الدواجن التي ترتفع اسعارها بنفس الوقت من كل عام وارتفاع البنزين والسولار حسب الاسعار العالمية، فاين هي الاسعار التي ترتفع؟

الحقيقة تقول إن اسعار الارز والسكر والبقوليات واللحوم والمعلبات والغاز والكاز والخضار والاتصالات والنقل وحتى المركبات والهواتف والتكنولوجيا والاثاث والكهربائيات والفنادق وتأجير السيارات وغيرها من السلع والخدمات لم تتغير اسعارها حتى انها اصبحت تباع بسعر الكلفة جراء المنافسة الشرسة بالاسواق.
تخيلوا ان دولا غنية مجاورة يقوم سكانها بزيارة المملكة لشراء السلع الاساسية وغير الاساسية بشكل دوري ويحملون منها كميات لانخفاض سعرها بالرغم من اننا نستورد كثيرا من المواد الخام من هذه الدول كما الزيوت. كما اننا نشهد حجم المنافسة من خلال العروض والبث المباشر على هواتفنا والسوشال ميديا، وباسعار تقارب اسعار جملتها ام انكم لا تشاهدون؟!
ومع ذلك لا حجة لاحد بارتفاع الاسعار لوجود المؤسستين، المدنية والعسكرية، اللتين تقومان بدور مجتمعي مهم من خلال بيع السلع باسعار منخفضة محافظتين على حالة التوازن في الاسواق، إلا ان البعض بات يتعامل مع مصطلح ارتفاع الاسعار كسيمفونية يعزفها كلما اراد ابتزاز الحكومة والمزاودات والشعبويات.
اما اذا كان البعض يقصد اسعار «الدخان» فهذا ليس من شأن الدولة فهي سلعة كمالية مضرة وقاتلة، ومع ذلك يعتبر الاردن من اقل دول المنطقة باسعارها ويتم «تهريبها» من الاردن لدول مجاورة وكما يوصى بها من قبل كل المقيمين بالخارج جراء انخفاض ثمنها لدينا وارتفاع اسعارها في الخارج. أما المتذمرون من ارتفاع كل من فاتورة المياه والكهرباء فعليهم ان يراجعوا استهلاكهم فهم السبب في ارتفاعها.
الغريب ان من يروجون ويدّعون وجود ارتفاع بالاسعار بمختلف الاصناف ويتباكون على ظروف المواطنين جراء ارتفاعها ويتهمون الحكومة بفقدان السيطرة يتناسون في الوقت ذاته ظروف المنطقة وتداعيات العدوان الاسرائيلي على غزة واضطرابات البحر الاحمر بالاضافة الى تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية وكورونا وتعقيدات سلاسل التوريد.
كما انهم لا يطالعون الاخبار والتقارير الدولية التي تبين ان الاردن استطاع ان يسيطر ويكبح جماح التضخم والسيطرة على الاسعار باجراءات مهمة وسريعة، ما جعل معدلات التضخم لدينا لا تتجاوز 2% وتصل في بعض الاحيان الى 1.5%.
خلاصة القول؛ إن كان هناك اسعار ارتفعت كما الدواجن فهذا امر موسمي اعتدنا عليه بكل عام ومع بداية كل رمضان، وباستثناء ذلك فالاسعار لدينا من كل شيء هي الاقل بالعالم واسألوا المغتربين وزوار المملكة وحتى الاوروبيين منهم والوافدين العاملين لدينا، فتأتيكم الاجابة وحكم اليقين بعيدا عن التعميم الاعمى.

مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/21 الساعة 03:11