التل يكتب: ولي العهد يشخص داء الإعلام الأردني ويصف الدواء
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/21 الساعة 00:26
استوقفني طويلاً حديث صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، حول الإعلام الاردني، فبعبارات موجزة مكثفة، وبأدب ملكي رفيع وضع سموه خارطة طريق للنهوض بالإعلام الاردني، دون أن يقول سموه انها خارطة طريق، لكنه تحدث عن الادوار التي يجب ان يلعبها الإعلام في حياة الوطن، وهنا اشر سموه الى مواطن الخلل في الإعلام الاردني، دون ان يذكرها، لكن الرسالة وصلت لمن هو صحفي او اعلامي مهني وقبل ذلك صاحب رسالة، الإعلام في الأصل رسالة قبل ان يكون مصدر رزق، سواء كان هذا المصدر اعلانا أم ابتزازا.
حديث صاحب السمو ولي العهد ذكرني بالايام الخوالي، يوم كان الإعلام الاردني احد اهم مكونات القوة الناعمة للدولة الاردنية، وكان لدى الاردن كتيبة من الصحفيين والاعلاميين الاردنيين الذي يدافعون عن مواقف الدولة الاردنية وسياساتها، ويشرحون هذه المواقف والسياسات، ويبنون رأياً عاماً حاضناً لهذه المواقف والسياسات، بل ويقتحمون خطوط خصومها، سلاحهم في ذلك القلم والكلمة المدعومين بالايمان بالاردن وطنا والدولة.
من اهم الصفات والادوار التي يريدها ولي العهد في إعلامنا الاردني، واولها ان يمتلك الصحفي والاعلامي ادواته، وليس أولها دراسة الصحافة والإعلام في الكليات والجامعات، فاهم الصحفيين في العالم لم يكونوا خريجي إعلام فمحمد حسنين هيكل ومصطفى امين وعلي امين أهم صحفيي مصر ليسوا خريجي كليات إعلام، ومثلهم اهم صحفيي لبنان أمثال كامل مروة، وغسان تويني، واهم صحفيي الاردن أمثال جمعة حماد ومحمود الكايد وسليمان عرار وحسن التل وعرفات حجازي، ومن الجيل الجديد الزميل عواد الخلايلة، الذي نقل الينا افكار سمو ولي العهد، فدراسته الجامعية الاولى هي اللغة العربية، واللغة من اهم أدوات الصحفي والاعلامي، وقبل ذلك ان يكون صاحب قضية منتمياً لوطنه سيفاً في يده، مدافعاً عن قيم مجتمعه، لا ساعياً الى تضخيم الاخطاء مخترعا للخطايا لجذب قراء وبأساليب غير مهنية، فقد اضلنا زمن صار الخروج على قيم المجتمع وثوابت الدولة حرية رأي، استجابة لاجندات التمويل الأجنبي. وهو نفس الزمن الذي تلاشى به البُعد التنموي في الكثير من وسائل إعلامنا المرئي والمسموع، والمقروء، وصار كسر ماسورة في زقاق قضية محورية عند بعض الإعلاميين، اما تدشين مشروع عملاق فقضية لا تستحق ان يسلط عليها الضوء، يحدث هذا في زمن وئدت دائرة التدريب والإعلام التنموي، وكأن التنمية ليست من مهام الصحافة و الإعلام، وكأن التدريب ليس ضروريا للصحفي والاعلامي.
كثيرة هي الأفكار التي استدعاها الى الذهن حديث صاحب السمو الملكي الامير الحسين بن عبدالله الثاني حفظه الله، وهو حديث يجعلنا نطمئن الى ان قضية الصحافة والإعلام بايد أمينة وتحت المجهر.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/21 الساعة 00:26