النجار تكتب: فرحة انتصار غزة: 19 كانون الثاني وتوقّف إطلاق النار

عبير النجار
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/19 الساعة 18:10

في التاسع عشر من كانون الثاني، عاشت غزة لحظة فارقة في تاريخها الحديث، حيث تم الإعلان عن وقف إطلاق النار بعد أيام عصيبة من العدوان والصمود. كانت هذه اللحظة بمثابة نقطة تحول تجسدت فيها معاني الصبر والثبات والانتصار للإرادة الفلسطينية.

مع انبلاج فجر هذا اليوم التاريخي، امتلأت شوارع غزة بالأهازيج والتكبيرات، وخرج الرجال والنساء والأطفال يحتضنون بعضهم البعض بدموع الفرح. كانت الوجوه المرهقة من الألم تشع بالأمل، وكان العلم الفلسطيني يرفرف بفخر في السماء، وكأنّه يعلن للعالم أجمع أن غزة، رغم الحصار والدمار، لا تنحني ولا تستسلم.
هذا اليوم لم يكن فقط احتفالًا بنهاية العدوان، بل كان انتصارًا للإنسانية جمعاء. أظهر فيه أهل غزة معنى التضامن والقوة الجماعية، فقد وقفوا كالجسد الواحد، يدا بيد، ليواجهوا آلة الحرب والدمار. كما كان هذا الانتصار رسالة واضحة بأن صوت الحق لا يمكن إسكاته، وأن العدالة قد تتأخر لكنها ستنتصر في النهاية.
جاء وقف إطلاق النار بعد مفاوضات شاقة وضغوط دولية، لكنه كان شهادة على صلابة الموقف الفلسطيني، إذ فرض شعب غزة إرادته وحقه في العيش بكرامة. لم تكن المعركة على الأرض فقط، بل كانت معركة عزيمة وصمود، وهي معركة لا يُهزم فيها من يحمل قضية عادلة.
بينما يعيد الغزيون بناء ما دمرته الحرب، يحملون في قلوبهم أملاً كبيرًا في مستقبل أفضل. يتذكرون شهداءهم وجرحاهم بكل فخر، ويؤكدون أن كل تضحية كانت لبنة في بناء هذا الانتصار.
في 19 كانون الثاني، كتبت غزة فصلاً جديدًا من البطولة، فصلاً يُذكّر الأجيال القادمة أن الحق ينتصر مهما طال الزمن، وأن الأوطان تبنى بالصمود والإيمان بالحرية. سيبقى هذا اليوم محفورًا في الذاكرة، يومًا انتصرت فيه غزة على الألم، ورفعت فيه راية الكرامة عالية.

مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/19 الساعة 18:10