عودة الجهاديين إلى بلادهم
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/11 الساعة 23:54
أصبح من الواضح أن تنظيم الدولة الإسـلامية (داعش) في حالة انحسار ، فقد تم طرد الجهاديين من نصف الموصل ، وفي الطريق لتحرير النصف الثاني ، كما أن الحديث يدور حول تحرير الرقة عاصمة الإرهاب. أما باقي المنظمات الإرهابية العاملة في سوريا فهي تنسحب إلى ملجأها الاخير وهو إدلب.
في حالة كهذه من الطبيعي أن يفكر الجهاديون الذين جاؤوا من مختلف أقطار العالم بالعودة إلى بلادهم ، الامر الذي يثير القلق ، حيث يشكل هؤلاء خطراً داهماً بحكم خبراتهم الإرهابية وقناعاتهم الراسخة.
تونس هي المصدر الاول للجهاديين العاملين في سوريا والعراق وليبيا حيث يقدر عدد التونسيين العاملين في البلدان الثلاثة بحوالي ستة آلاف مقاتل بخلاف التونسيات اللواتي ذهبن إلى سوريا ليجاهدن بطريقتهن الخاصة ، وهذه أكبر نسبة مساهمة لأي بلد ، سواء بالأرقام المطلقة أو كنسبة من عدد السكان.
الإرهابيون في سوريا والعراق جاؤوا من 80 دولة ، ولكن البلدان القيادية في هذا المضمار محدودة ، حيث تحتل تونس المركز الأول ، وتأتي السعودية في المركز الثاني ، ثم روسيا في المركز الثالث ، فتركيا في المركز الرابع.
حسب (الإكونومست) يحتل الأردن المركز الخامس بحوالي ألفي جهادي ، علماً بأن الأردن ثاني بلد مصدر للإرهابيين كنسبة من عدد السكان.
كل هؤلاء مرشحون للعودة إلى بلادهم ، وتدل التجربة التونسية على أنهم يدخلون البلد من غير المراكز الرسمية على الحدود ، وقد عاد حتى الآن نحو 800 منهم ، يقول وزير الداخلية التونسي أنه يعرفهم فرداً فرداً.
المبدأ المقرر في تونس هو أن يتم اعتقال العائدين بمجرد دخولهم البلاد. قد يكون بين هؤلاء من ندم وتاب بعد أن رأى الفظائع التي يرتكبها رفاقه ، ولكن الأرجح أن الأغلبية تحتفظ بقناعتها وتنتظر الفرصة لكي تحول هذه القناعات إلى تفجيرات.
السعودية جربت نظاماً لإعادة تأهيل الإرهابيين العائدين أو اللذين أمكن اعتقالهم داخل الدولة ، وهو (المناصحة) ، أي محاولة الإقناع من قبل متخصصين في الدين يحاولون أن يحاوروا هؤلاء المنحرفين في محاولة لكسبهم ، ولكن النتيجة لم تكن مشجعة ، فقد كان البعض يتظاهر بالتجاوب على سبيل التقية ، ويحصل على العفو ، ويسترد حريته ، ليعاود ممارسة الإرهاب مرة أخرى ، لأنه أصبح جزءاً من كيانه.
الرأي
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/11 الساعة 23:54