العبادي يكتب: من حق الأردني أن ينحاز إلى وطنه
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/18 الساعة 11:11
المملكة الأردنيّة الهاشميّة تمارس مسؤوليتها تجاه القضيّة الفلسطينيّة والمقدسات في القدس انطلاقاً من الوصايّة الهاشميّة التاريخيّة عليها.
ارتبط الهاشميون تاريخياً، جيلاً بعد جيل، بالدفاع عن القضيّة الفلسطينيّة، مستندين إلى إرثٍ ديني وتاريخي، وارتباطٍ بالنبي العربي الهاشمي محمد صلّى الله عليه وسلم.
ويواصل الأردن دوره بقيادته الهاشمية الحكيمة في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، والدفاع عنه، وإعادة ضبط البوصلة العربيّة تجاه هذه القضيّة العادلة كلما حادت الدول عنها، ولفت أنظار العالم إليها.
الأردن هو الأكثر شراسةً في الدفاع عن فلسطين وأهلها، وتقديم المساعدات لهم إن كانت إغاثية أو طبيّة أو إنسانيّة؛ لأنه كان ولا يزال الأصدق فعلاً ..
فالأردن خاض وجيشه العربي إنطلاقاً من مسؤولياته الوطنيّة والقوميّة، معارك بطولة وفداء في عام 1948 دفاعاً على القدس وعروبتها، ونجح في منع سقوط المدينة في يد الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
مواقف الأردن والقيادة الهاشميّة الحكيمة نابعة من مسؤولياتهم العروبيّة والقوميّة تجاه المنطقة؛ فهم أحفاد الرسول عليه الصلاة والسلام، الذين أُنيطت بهم المسؤوليات الجِسام للدفاعِ عن هذهِ الأمّة منذ فجر التاريخ.
الهاشميّون هم من قادوا حركة النهضة العربيّةِ الحديثةِ؛ من أجل الاستقلال والسيادةِ العربيةِ، وكانت البداية بإطلاق رصاصة الثورة العربيّة الكبرى في العاشر من حزيران في العام 1916م.
مواقف الأردن وأفعالهِ ستبقى شاهدة على مرّ التاريخ.. ودماء جلالة المغفور الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين طيب الله ثراه؛ على عتبات المسجد الأقصى، ستبقى شاهدة هي أيضاً على مواقف الأردن المدافعة عن القضيّة الفلسطينيّة على مدى التاريخ..
دور الهاشميين في الدفاع عن القضيّة الفلسطينيّة نابعٌ من أرثٍ تاريخي، فكان الأردن المبادر في الدفاع عن هذه القضيّة، والمبادر في تقديم كل ما لديه من إمكانيات لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني..
الأردن هو السند والعضد لفلسطين ولشعبها، وهي شواهد كتبت على مدى التاريخ؛ فمن حقِ الأردني أنّ يُدافع عن وطنه ومبادئها التي أنطلقت من بزوغ فجر الثورة العربيةِ الكبرى.. من حقِ الأردني أن يفتخر بكل ما قدّمته الدولةِ الأردنيّة، من دعم لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، ونصرةِ أهالي قطاع غزة؛ ومن دعم لا محدود ومساعدات إنسانيّة وإغاثيّة..
من حق الأردني أن يقف بوجه كل من يريد التطاول على مواقف الدولةِ الأردنيّة الشامخة، في إطار وطنيته..
من حق الأردني أن يقف بوجه من أراد أن يستلّ خنجرهِ المسموم الغادر، لإنكار مواقف الأردن المشرّفة..
هذا الخنجر الذي سُلّ مع بزوغ الليل فجرحَ وأدمى، وزرعَ الحقدَ، فتعاملَ مع كلِّ أعدائِها، وتحالفَ معهم.
تصريحات ذلك القيادي فاجأتْ العدوَ قبل الصديق، والبعيد قبل القريب، والغريب قبل الأخ، بما تفوه بهِ على نحوٍ يَندى له الجبين..
وهو ما يحتاج إلى تأمّل بُرهة من الوقت حتى تُصدّق ما يحصل، من شِدّة الدهشة المصحوبة بالصدمة المؤلمة..
فلو هذهِ التصريحاتُ بَدرتْ من عدوٍ لما استغرب منه؛ فهو خَصم يتوقع منه أيّ سوء، أمّا أنّ تخرج من هو يفترض بأنه يعبر عن من هو تربطنا بهم سلسلة من علاقات وروابط متينة، دينيّة وروحيّة وأخويّة وقوميّة وإنسانيّة ومصيريّة فهذهِ الكارثة بكل معنى الكلمة !
من حقِ المواطن الأردني أنّ يعبرَ عن غضبه، تجاه من يريد أن يتطاول على الدور الأردني المُشرّف، أو أنّ يتجاهل هذا الدور لمآرب في نفسهِ، من أجل بث الفتنة بين أبناء الوطن، أو مع الأشقاء الذين تربطنا بهم روابط قويّة عبر التاريخ لا يعكر صفوها حاقد جاحد !!
تعبير الأردني عن غضبه هو إنحيازه لوطنيتهِ التي تتوافق مع المواطنة الصالحة التي تشتركان في تحمل المسؤولية وصنع مستقبل مشرق يتغلب على التحديّات، كيف لا وأن الوطنيّة هي تظهر مشاعر الحب، والولاء التي تكمن في الانتماءِ للوطن، حبٌ للبلد، وللأرض، وللشعب.
حفظ الله الأردن وقيادتهِ الهاشميّةِ الحكيمةِ؛ ليبقى مدافعاً وسنداً للأشقاء في فلسطين.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/18 الساعة 11:11