الملكة رانيا: رمز الإنسانية والدبلوماسية الراقية
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/17 الساعة 14:13
في كل مرة أتابع نشاطات جلالة الملكة رانيا العبدالله، أجد نفسي أمام شخصية استثنائية تجمع بين الرقي والبساطة، القوة والحنان، الحكمة والالتزام. ما يميز الملكة رانيا ليس فقط كونها رمزًا وطنيًا للأردن، بل لأنها صوت عالمي يحمل رسالة إنسانية نبيلة.
لا يمكن أن أتحدث عن جلالة الملكة دون أن أتوقف عند دورها المحوري في دعم القضية الفلسطينية. في وقت قلّ فيه المدافعون الصادقون عن حقوق الفلسطينيين، تقف الملكة رانيا بشجاعة وإصرار، تذكّر العالم دائمًا بأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، ليس مجرد حق بل ضرورة لتحقيق السلام العادل. مواقفها الواضحة والقوية تجد صدى في المحافل الدولية، حيث تسعى بكل دبلوماسية إلى إبراز عدالة هذه القضية.
أحد أبرز جوانب عمل الملكة رانيا هو قدرتها على تعزيز علاقات الأردن الدولية ، فلقاء جلالتها الأخير مع السيدة الأولى الأمريكية المقبلة ميلانيا ترامب في بالم بيتش، فلوريدا، هو دليل على مكانة الأردن الراسخة على الساحة العالمية. هذا اللقاء، الذي جاء في إطار نقاش قضايا إنسانية كالتعليم ورعاية الأطفال، يعكس نهج الملكة في بناء جسور التعاون مع قادة العالم.
فهو ليس اللقاء الأول بين الملكة والسيدة ترامب، بل الثالث، ما يوضح عمق العلاقة التي تبنيها جلالتها مع الشخصيات الدولية المؤثرة، لتعزيز مصالح الأردن الإنسانية والتنموية.
علاقات الملكة رانيا بالدول الأخرى ليست مجرد علاقات رسمية، بل هي علاقات مبنية على التفاهم والاحترام المتبادل. زياراتها للعديد من الدول، ولقاءاتها مع قادتها، تعكس قدرة الأردن على تقديم نفسه كشريك فاعل ومؤثر في القضايا الإقليمية والعالمية. الملكة، بحديثها العفوي والمنطقي، تُظهر الوجه الحضاري للأردن كدولة توازن بين إرثها الثقافي وتطلعاتها المستقبلية.
أما على المستوى الوطني، فإن مبادراتها التعليمية عبر مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية تُعد نموذجًا ملهمًا. الملكة رانيا تؤمن بأن التعليم ليس مجرد حق للأطفال، بل هو الركيزة الأساسية لتقدم المجتمعات. مبادراتها لتحسين جودة التعليم وتوفير فرص تعلم متكافئة للأطفال في الأردن والعالم جعلتها رائدة في هذا المجال.
إلى جانب التعليم، تسعى الملكة رانيا إلى الدفاع عن القيم الإنسانية من خلال دعم اللاجئين والمجتمعات الضعيفة. في كل محفل دولي تشارك فيه، تُسلط الضوء على معاناة اللاجئين في الأردن، وتدعو العالم لتحمل مسؤولياته تجاههم، مما يُظهر التزامها الأصيل بالدفاع عن الكرامة الإنسانية.
الملكة رانيا ليست فقط رمزًا وطنيًا للأردن، بل هي نموذج عالمي للقيادة المتواضعة والفعالة. لقاءاتها مع القادة العالميين، يعكس دورها في تعزيز صورة الأردن كدولة صغيرة بحجمها، لكنها كبيرة بتأثيرها. إنها ملكة القلوب التي تعمل بلا كلل لتحسين حياة الناس، داخل الأردن وخارجه، وتُظهر لنا جميعًا أن القيادة الحقيقية هي التي تبني الجسور وتحمل الأمل للجميع.
حمى الله الأردن، حمى الله الملك و ولي عهدة الامين.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/17 الساعة 14:13