الخصاونة يكتب: الشباب والهوية الوطنية: الحزب الوطني الإسلامي في صلب التغيير السياسي في الأردن
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/16 الساعة 12:17
الحزب الوطني الإسلامي الأردني، الذي تأسس نتيجة دمج حزب الوسط الإسلامي وحزب المؤتمر الوطني “زمزم”، يهدف إلى إحداث تحول سياسي داخلي يعكس هوية المجتمع الأردني ويعزز الروابط الوطنية. في أول مشاركة انتخابية له في عام 2024، حقق الحزب نجاحًا لافتًا بحصوله على 86,983 صوتًا في القائمة الحزبية الوطنية، مما أهله للحصول على ثلاثة مقاعد نيابية، بالإضافة إلى 4 مقاعد في الدوائر المحلية.
حصل الحزب على مقاعد في الدوائر المحلية في أربع محافظات، هي إربد، الكرك، معان، والزرقاء. هذه الدوائر تمثل تحديًا سياسيًا كبيرًا، خاصة في الزرقاء التي تعد واحدة من أعقد الدوائر انتخابيًا، نظرًا لتنوعها الأيديولوجي والديموغرافي والجغرافي. فوز الحزب في مقعد نيابي في الزرقاء يعكس استراتيجيته الموجهة نحو الوصول إلى كافة الفئات الاجتماعية وتقديم حلول سياسية تستجيب لاحتياجات المواطنين في هذه المناطق الحيوية. أما في إربد، الكرك، ومعان، فقد أثبت الحزب قدرته على التأثير في دوائر تقليدية كان لها دور كبير في رسم الخارطة السياسية للأردن. هذه النتائج تعكس تزايد تأثير الحزب السياسي على مستوى المملكة، وهو ما يضعه في موقع يمكنه من توسيع قاعدة دعمه الجماهيري، خاصة بفضل حضوره القوي في صفوف الشباب، الذين يشكلون طاقة سياسية محورية في المستقبل.
السياسيون والمراقبون يرون أن الحزب قد أظهر إمكانيات كبيرة في التأثير على السياسة الأردنية الداخلية. حيث يُنظر إليه كقوة صاعدة قادرة على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تمر بها المملكة. على الصعيد الإقليمي، الحزب الوطني الإسلامي يواكب التغيرات السياسية الكبرى التي تشهدها المنطقة، ويستفيد من التوجهات المتزايدة نحو صعود الإسلام السياسي المعتدل. هذا النموذج السياسي، الذي يتماشى مع تطورات المنطقة بعد التغيير الذي حدث في سوريا ونجاح حلفاء تركيا في إدارة السلطة فيها مرحليًا، بالإضافة إلى التوقعات بفوزهم في حال عقدت انتخابات لاحقًا، يعزز من موقع الحزب الذي يسعى لتوسيع تأثيره في مشهد سياسي يشهد تغيرات جذرية.
رسالة الحزب تقوم على تحقيق إصلاح شامل داخل المجتمع الأردني من خلال تجميع وتنمية الطاقات الوطنية على أساس المواطنة والكفاءة، مع الالتزام بالعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة. الحزب يعبر عن التزامه بمنهج سياسي تدريجي وتشاركي يهدف إلى إصلاح النظام السياسي بما يتناسب مع متطلبات العصر الحالي، ويعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق العدالة لجميع المواطنين الأردنيين.
من الناحية السياسية الإقليمية، في وقت تمر فيه المنطقة بتقلبات كبيرة على الصعيدين العسكري والاقتصادي، يأتي الحزب الوطني الإسلامي ليكون حليفًا استراتيجيًا داخليًا وخارجيًا للأردن. إن الحزب يُعتبر فرصة لتعزيز رسالته الوطنية، التي تستند إلى استمرارية الشرعية الملكية الهاشمية، ودعم الدولة الأردنية في تعزيز استقرارها السياسي والاجتماعي، من خلال فكر سياسي يتسم بالمرونة والاعتدال مع الحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية وثوابتها الاجتماعية والسياسية والدينية
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/16 الساعة 12:17