الخطيب يكتب: أرْصِفَة شَوَارِع إرْبد..إهمال أفقدها غايتها.. بين المستوى البَصَريّ والحَرَكيّ (صور)

د. عماد الخطيب
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/12 الساعة 00:24
في رحلة غير تقليديّة، مشيت من وسط المدينة إلى جنوبها، مدّة ساعة، وإذا سألتَ ساكنًا في إربد: "أتمشي على أرصفة المدينة؟" أجابك: "لمّا يكون فيه رصيف نمشي عليه أولا!".
تشهد إربد اهتمامًا ملحوظًا في دوّاراتها، الأمر الذي يعكس جمالا ملحوظًا! ويحقّق مستوى بصريًا متقدّمًا. أما المستوى الحركيّ الذي يجرّ النّفع الصحّي فبعيد عن حسابات بلدية إربد، المتمثل في (تنظيم أرصفة شوارع إربد وجعلها قابلة للمشي فوقها) وكأن الأمر لا يعني مهندسيها!
أنا متأكد أنّه ما مِن مهندس حاول "قياس مدى رضا أهل إربد عن أرصفة مدينتهم" ووضع نفسه مكان أحدهم وهو يخرج من بيته متوجهًا إلى عمله أو إلى أيّ مكان. أو جرّب تجربة (الوعي بثقافة المشي) قبل نشرها بين النّاس.
هل أجاب مهندسو البلدية عن معنى أن تحطَّم الأرصفة لصالح المشاريع، ولا تُعاد إلى ما كانت عليه. هل عرف المهندسون أنّ أرصفة مدينة إربد لا تصلح أبدًا للمشي فوقها "أقصد المشي الصّحي النّظيف"! وأنّها فقدت غاية وجودها! وأنّها تعرّضت لاحتلالين: الأول: احتلال بضاعات المحلات لها. والثاني: احتلال المحلات لها وجعلها جزءا منها! وذاك ما أعنيه بتشويه المحلات لها.
لقد مشيتُ مستمتعًا راغبًا، ولم يكتمل عندي المشي فوق رصيف أكثر من 6 دقائق، فأخرج إلى الشّارع بين السيارات، أو أضطر للمشي فوق ركام، وقد يختفي الرّصيف فجأة! ثم يعود!
وكلّ محل يصنع ما يحلو له أمام محلّه. وإذا سألته "أين الرصيف؟" يجيبك بكل استهتار "هو أحد مستعمله!". فوا أسفاه.
الرّصيف صار ملكًا للمحل. بالإضافة إلى الشّارع الذي أمام المحل.
لقد مشيتُ على رصيف (شارع البتراء) والصور المرفقة منه. وتحمل أربع ملاحظات:
الأولى: مَنْ سمح بإزالة بلاط الرّصيف. ولماذا لا يعود. وأين يمشي الناس.
الثانية: الرّصيف غير مضاء. لماذا وهو أكبر شارع ويحقّق متعة المشي الصّحّي.
الثالثة: بعض المحلات الكبرى سرقت الرصيف وصنعت التفافًا يخدم مصلحتها. والأَوْلى إبقاء الرصيف؛ لإتمام الغاية من وجوده. فليس وجوده لمعرفة حدّ الشارع! بل لمشي الناس فوقه.
الرابعة: أتركها لمتأمل الصور، وجمال الشارع الذي يصلح لتطوير (ثقافة المشي) ولكنه يحتاج إلى إنارة. وضمان المكان المناسب للمشي.
وأغرب ما وجدت أنّ أحدهم أزال رصيف البلديّة. وصنع رصيفًا آخر بارتفاع آخر. وببلاط آخر. وبنظام هندسي مختلف يتناسب مع محله. و"كلّ يهتم بمصلحته أولا!".
هذه رسالة تعاون أكتبها بيني وبين البلدية. وليست رسالة انتقاد. وإنّ حبي لمدينتي جعلني أصل إلى هذه الحقيقة. وأساعد بلديّتي على استثمارها في صحّة المواطنين لا تدميرها...وتأمل في الصّور لتعرف الحقيقة. أو سِرْ فوق أرصفة شوارع إربد.
  • Madar Al-Saa Images 0.5613500057461698
  • Madar Al-Saa Images 0.9539916734813509
  • مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/12 الساعة 00:24