دركجيان يكتب: جلالة الملك عبدالله الثاني و٢٥ عاماً من الريادة والتطوير في الأردن

مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/10 الساعة 10:44
مدار الساعة - كتب جون بولص دركجيان:
منذ توليه سلطاته الدستورية عام 1999، كرّس جلالة الملك عبدالله الثاني جهوده لتحقيق نهضة شاملة في مختلف المجالات بالمملكة الأردنية الهاشمية. فكانت رؤيته تتمحور حول بناء دولة حديثة مزدهرة تواكب التطورات العالمية وتستجيب لتطلعات شعبها. شملت هذه الجهود تعزيز الأمن والاستقرار، تطوير البنية التحتية، تحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وتشجيع الاستثمار، مما وضع الأردن في مصاف الدول المتقدمة.
وعلى مدار ربع قرن، قاد الملك عبدالله الثاني المملكة الأردنية الهاشمية نحو مسار مستدام من التقدم التكنولوجي والابتكار، حيث أنه ومنذ تولّي جلالته سلطاته الدستورية عام 1999 كانت رؤيته واضحة نحو تحويل الأردن إلى مركز إقليمي وعالمي في مجالات التكنولوجيا المالية ودعم رياديي الأعمال.
تحت قيادة الملك عبدالله الثاني، شهدت المملكة تطوراً ملموساً في البنية التحتية التكنولوجية، فقد تم إنشاء العديد من مراكز الابتكار والمجمعات التكنولوجية التي تهدف إلى جذب الاستثمارات العالمية وتحفيز الابتكار المحلي، ومن خلال هذه المبادرات أيضاً تحوّل الأردن إلى بيئة حاضنة للشركات الناشئة والمواهب الشابة، ما جعله محط أنظار المستثمرين العالميين.
لقد أولى الملك عبدالله الثاني اهتماماً خاصاً بتطوير التعليم والتدريب في مجالات التكنولوجيا، حيث شهد الأردن بتوجيهات ملكية ولادة العديد من المؤسسات الأكاديمية والتدريبية التي تساهم في تأهيل الشباب الأردني للعمل في مجالات التكنولوجيا الحديثة، وقد أثمرت هذه الجهود في إعداد جيل مبدع قادر على مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية.
وإيماناً من جلالته في ضرورة الانفتاح على العالم، فقد عزز التعاون مع الدول والشركات العالمية لتبادل الخبرات وجذب الاستثمارات في مختلف المجالات، وخصوصاً في مجالات التكنولوجيا المالية، هذا التعاون أدى إلى تبني أحدث التقنيات والممارسات العالمية في الأردن، مما جعله نموذجاً يُحتذى به في المنطقة.
علاوة على ذلك، فإن جلالة الملك عمل بنشاط على استقطاب المستثمرين العالميين للأردن، مفتخراً بكل تأكيد في الميزات النسبية والتنافسية للمملكة وموقعها الاستراتيجي كبوابة للعالم، كما أنه وبفضل العلاقات الملكية الممتدة ساهمت اتفاقيات التجارة الحرة المتعددة في تمكن الأردن من توفير منتجاته وخدمات شركاته لأكثر من مليار و٣٠٠ مليون مستهلك حول العالم، مما عزز من مكانة الأردن كوجهة استثمارية جاذبة.
إننا اليوم نلمس وبكل فخر التوجيهات الملكية واهتمام سمو الأمير الحسين ولي العهد وطموحهم العظيم بأن يكون الأردن أيضاً بوابة عالمية للألعاب الإلكترونية والبرمجة والتكنولوجيا المتقدمة والصناعات عالية القيمة، وهذا الطموح يعزز مكانة الأردن كمركز للابتكار والتكنولوجيا في المنطقة، كما أن هناك العديد من قصص النجاح الأردنية التي تستحق أن تكون نموذجاً عالمياً في الصناعات التكنولوجية المتقدمة، مما يعكس قدرة الأردن على التنافس في الأسواق العالمية واستقطاب الاستثمارات.
وفي ختام اليوبيل الفضي ومرور ٢٥ عام على توليّ جلالة الملك سلطاته الدستورية، ودخولنا في عام جديد من الإنجاز والتخطيط، فإننا نؤكد نحن الأردنيين التفافنا حول الملك عبدالله الثاني ودعمنا المستمر لجهوده الرامية إلى تحقيق المزيد من التقدم والازدهار للأردن، وكلنا فخر واعتزاز بقيادته الحكيمة ورؤيته المستقبلية التي جعلت من الأردن نموذجًا يحتذى به في المنطقة والعالم.
*جون دركجيان : مستثمر أردني في قطاع التكنولوجيا المالية.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/10 الساعة 10:44