قديسات يكتب: الصفدي يرد.. الشعب قال كلمته

نادر قديسات
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/09 الساعة 18:19

"نحن باقون واحتلالهم الغاشم إلى الزوال"

هكذا رد الشعب الاردني على لسان رئيس مجلس النواب الاردني احمد الصفدي.
وجسدت هذه التصريحات الحازمة تمازج الموقفين الرسمي والشعبي في ما يؤكد على الموقف الشعبي الرافض لجميع ممارسات الاحتلال لا بل الرافض للأحتلال وكيانه الغاصب للأراضي الفلسطينية والعربية
هذا الموقف الاردني الثابت يتجدد مع كل مخطط او استهداف او استفزازات اسرائيلية والتي كان اخرها
ما نشرته صفحة رسمية إسرائيلية ناطقة بالعربية خريطة مضللة تحت عنوان "مملكة إسرائيل" التي كانت قائمة قبل 3000 عام، تتضمن أراضٍ تمتد من الأردن وفلسطين إلى أجزاء من سوريا ولبنان. هذا الادعاء، الذي يتنافى مع الحقائق التاريخية والجغرافية، يحمل في طياته محاولة لاستهلاك الرواية الإسرائيلية المغايرة للواقع، ويعكس سياسة التوسع والعدوان التي لطالما انتهجتها دولة الاحتلال. إلا أن الرد الأردني، الذي جاء سريعًا وحازمًا، أكد أن الشعب الأردني بكل فئاته وقيادته لن يتهاون في حماية سيادته وحفظ هويته التاريخية.
وفي موقف يعكس تلاحم ووحدة الموقف الوطني، لم يتردد رئيس مجلس النواب الأردني، أحمد الصفدي، في أن يضع النقاط على الحروف، حيث خاطب العالم وكيان الاحتلال بلسان جميع ابناء الاردن بأن "خرائط الاحتلال تعكس عقلية إجرامية وأطماعًا خبيثة لا يمكن التغافل عنها أو السكوت عليها". هذه الكلمات لم تكن مجرد تعبير عن رفض مؤقت، بل كانت بمثابة إعلان عن إصرار الشعب الأردني وتمسكه بحماية أرضه وحقوقه. فالرسالة الأردنية كانت واضحة: "نحن باقون، واحتلالهم الغاشم إلى الزوال مهما طال الزمن".
وفي ظل هذا الرد الحاسم، حاولت إسرائيل التخفيف من تداعيات الأزمة، حيث صرح المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد منسر، بأن "إسرائيل لا تطالب بأي أراضٍ من جيرانها"، معتبرا أن دخول القوات الإسرائيلية للمنطقة العازلة في الجولان جاء نتيجة غياب الجيش السوري. ولكن، لا يمكن أن تخدع هذه التصريحات العابرة العقول المتبصرة، ولا تستطيع إخفاء حقيقة أن ما حدث كان جزءًا من مشروع إسرائيلي مستمر لتوسيع النفوذ وإعادة رسم الخرائط في المنطقة.
إن هذا الخطاب الإسرائيلي يعكس روح الازدواجية التي تمارسها دولة الاحتلال، فهي تروج نفسها كحمامة للسلام بينما تخطط في الخفاء لمواصلة احتلال الأراضي العربية.
إن الموقف الأردني، الذي يعبر عن الوعي المشترك،والتلاحم بين الموقف الشعبي والرسمي فالأردن، الذي كان ولا يزال في طليعة المدافعين عن القضايا العربية والإسلامية، يثبت مرة أخرى أن مواقفه الراسخة ضد محاولات الاستعمار والاحتلال لن تتغير، مهما تباينت الظروف.
رئيس مجلس النواب الأردني أكد في كلماته أن "الأردن سيبقى عربيًا عصيًا بقيادته المظفرة، وجيشه الباسل، وشعبه الأصيل الذي يعرف كيف يرد كيد العدو إلى نحره". هذه الكلمات تمثل الحصن المنيع أمام كل محاولات الاحتلال، وتؤكد أن هناك إجماعًا كاملًا بين القيادة والشعب على أن العدو الإسرائيلي لا يمكن أن يفرض واقعًا جديدًا في المنطقة.
لكن الرسالة الأردنية لم تتوقف عند حدود الرد، بل تعدت ذلك إلى التأكيد على دور الأردن في الحفاظ على القضية الفلسطينية التي تشهد محاولات مستمرة لطمس حق الشعب الفلسطيني في وطنه. ففي خطابٍ نابع من الإيمان الراسخ بحقائق التاريخ، أكد رئيس مجلس النواب أن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق في أرضه، وأن محاولات إسرائيل لفرض تسوية بالقوة أو عبر الزيف الإعلامي لن تنجح، بل ستزيد الشعب الفلسطيني إصرارًا في مواجهة الاحتلال، وستعزز نضالهم ضد الظلم.
إن كل هذا لا يمثل فقط تصعيدًا سياسيًا، بل هو دعوة حقيقية لبقية الدول العربية والمجتمع الدولي للوقوف في وجه محاولات إسرائيلية لتغيير الحقائق، وللتأكيد على أن ما من قوة على وجه الأرض تستطيع أن تمحو هوية هذه الأمة وتاريخها. فالواقع القومي لن يتغير، وحينما نواجه هذا النوع من الادعاءات، فإننا نواجه محاولات لإلغاء هذه الهوية على المدى البعيد، وهو ما يتطلب ردًا جماعيًا يستند إلى الوقوف بحزم في وجه السياسات الإسرائيلية.
من جهتها في مواجهة هذه المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى تغيير الحقائق، لم تتوانَ وزارة الخارجية الأردنية عن إصدار بيان شديد اللهجة أدانت فيه هذا المنشور "بأشد العبارات"، مؤكدة على أن الأردن الرسمي لن يقبل بأي شكل من الأشكال بالتعدي على سيادته، وأنه سيظل في حالة تأهب تام للحفاظ على وحدته الوطنية ومصالحه العليا. البيان الرسمي أكد أن المحاولات إسرائيلية من هذا النوع ليست جديدة، لكنها تأتي في وقت حساس، ما يتطلب يقظة متجددة
إن مواقف الأردن،الرسمية والشعبية، متمسكة بحقوقها في الدفاع عن سيادتها وأرضها. ومن هذا المنطلق، يجب على العالم أن يكون على دراية بأن هذه المحاولات الإسرائيلية لن تمر دون رد، إن الشعب الأردني يؤكد، من خلال هذه المواقف، أن الاحتلال مهما طال، لن يدوم.

مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/09 الساعة 18:19