الفرجات يكتب: جائزة صندوق الحسين للإبداع والتفوق 'إنطلق' وأهمية تطوير الجامعات لمتطلب بحث التخرج
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/08 الساعة 22:23
أطلق صندوق الحسين للإبداع والتفوق، برئاسة محافظ البنك المركزي الأردني، جائزة "انطلق" لدعم مشاريع التخرج في الجامعات الأردنية، بهدف تحفيز الطلاب على تقديم أفكار ابتكارية وحلول للتحديات الوطنية. تشمل الجائزة مجالات متنوعة كالتقنيات والطاقة والمياه والزراعة والأمن الغذائي، مع التركيز على الربط بين البحث الأكاديمي وسوق العمل. ستقوم الجامعات بترشيح أفضل المشاريع لتحكيمها ضمن معرض وطني بمشاركة خبراء وأكاديميين. تهدف الجائزة إلى تعزيز الريادة والابتكار، وإتاحة الفرصة للطلاب لتحويل أفكارهم إلى مشاريع ناشئة تخدم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.
تعد أبحاث التخرج الجامعية لمرحلة البكالوريوس من أهم مراحل إعداد الطالب الجامعي للحياة المهنية والبحثية. فهي تُعتبر منصة لقياس مدى استيعاب الطالب لما تلقاه من معارف خلال سنوات دراسته، وأداة لاكتشاف قدراته على التفكير النقدي والإبداعي، والقدرة على تقديم حلول عملية للمشكلات. ومع ذلك، يُلاحظ في كثير من الجامعات أن أبحاث التخرج لا تُمنح الأهمية الكافية من حيث الزمن والموارد، ما ينعكس سلبًا على جودة التعليم ومخرجاته.
زيادة الساعات المعتمدة وتخصيص فصل للتفرغ للبحث:
لكي تحقق أبحاث التخرج الأهداف المرجوة منها، ينبغي أن تُخصص لها ساعات معتمدة أكبر تعكس حجم العمل والجهد المطلوبين. بالإضافة إلى ذلك، يجب تخصيص فصل دراسي كامل في سنة التخرج يتفرغ فيه الطالب تمامًا لإنجاز البحث، ما يسمح له بالتركيز والعمل بجدية دون أن تثقله المواد الدراسية الأخرى.
دور الأقسام الأكاديمية وعمادات الكليات في دعم الأبحاث:
ينبغي أن تتبنى الأقسام الأكاديمية وعمادات الكليات أبحاث التخرج بجدية أكبر، من خلال وضع آليات صارمة لضمان جودة البحث. يجب أن يُعين لكل طالب مشرف أكاديمي متخصص يتحمل مسؤولية توجيه الطالب في كل مراحل البحث، وضمان جودته، ومتابعة مخرجات مراحله من الفكرة وحتى التنفيذ.
لجان متخصصة لتقييم الأبحاث:
لتحقيق معايير الجودة، يجب تشكيل لجان متخصصة من الأكاديميين والخبراء لمناقشة وتقييم الأبحاث. لا يقتصر دور هذه اللجان على تقييم البحث فقط، بل يتعداه إلى قياس قدرة الطالب على تقديم بحثه والدفاع عنه بأسلوب علمي ومقنع.
ضوابط صارمة لمنع الاعتماد على المكاتب التجارية:
للحد من ظاهرة لجوء بعض الطلاب إلى المكاتب التجارية لإعداد الأبحاث، يجب إلزام الطلاب بتوقيع تعهد بعدم اللجوء لمثل هذه الأساليب، تحت طائلة العقوبات التي تصل إلى الإنذار والفصل من الجامعة ضمن الأنظمة الجامعية بجريمة الغش. هذا الإجراء سيعزز النزاهة الأكاديمية ويغرس في الطلاب أهمية الاعتماد على أنفسهم.
منصة إلكترونية للأبحاث وتبني المتميز منها:
لا ينبغي أن تتوقف الاستفادة من أبحاث التخرج عند حدود التقييم الأكاديمي. يجب إنشاء منصة إلكترونية متكاملة تجمع جميع الأبحاث الجامعية، ما يتيح الوصول إليها بسهولة من قبل الباحثين والمهتمين. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تبني الأبحاث المتميزة ذات الأفكار الواعدة والبناء عليها لتحويلها إلى منتجات ابتكارية تخدم الاقتصاد والمجتمع.
تحسين جودة الخريجين ومساهمتهم في سوق العمل:
إيلاء أبحاث التخرج الأهمية اللازمة سيؤدي إلى تحسين جودة الخريجين، وإعداد أجيال قادرة على مواجهة تحديات سوق العمل بمهارات بحثية عالية وقدرة على التفكير النقدي والإبداعي. هذه الأجيال ستسهم في تطوير مختلف القطاعات وتدفع عجلة التنمية في المجتمع.
إن تعزيز الاهتمام بأبحاث التخرج ليس مجرد تحسين لمرحلة تعليمية، بل هو استثمار في مستقبل الطلاب والمجتمع ككل. الجامعات التي تسعى لتخريج أجيال واعية ومؤهلة بشكل حقيقي عليها أن تجعل من أبحاث التخرج حجر الزاوية في استراتيجيتها الأكاديمية، واضعة نصب أعينها أن التعليم الجيد هو أساس بناء المجتمعات المتقدمة.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/08 الساعة 22:23