بني صخر يكتب: عامر الرجوب ينتقد بقوة.. استغلال الأسرة لجمع اللايكات (مش عيب)!
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/06 الساعة 20:20
في زمن أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي ساحة مفتوحة للنشر والمشاركة، نجد أنفسنا أمام ظواهر اجتماعية جديدة تستحق أن نقف عليها؛ لأنها أدخلت علينا ما هو ليس منا، فنجد من بين هذه الظواهر التي باتت تستدعي انتقاداً علنياً، هي استغلال بعض الذين يمتلكون أعدادًا كبيرة من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي ”لعلاقاتهم الأسرية“ – الزوجات والأخوات – بهدف زيادة التفاعل وجمع الإعجابات والمشاهدات.
هذه الظاهرة أثارها الصحفي الأردني البارز عامر الرجوب، الذي عبّر بصراحة عن استيائه من هذه الظاهرة، مؤكداً أنها تتجاوز القيم الاجتماعية والأخلاقية، وتحوّل العلاقات الأسرية إلى وسيلة لتحقيق الشهرة وجني الأرباح.
ففي هذا الصدد، يجب أن يعلم الذين يقومون بهذه الظاهرة أن العلاقات الأسرية ليست سلعة تُعرض وتُنشر بطريقة ”الإيحاء“ او حتى التقديم، فالعلاقات الأسرية تقوم على أن يحافظ الرجل على زوجته وأن يحافظ الأخ على أخته وأمه لا على أن تتحول هذه العلاقات إلى أدوات لتحقيق أهداف مادية أو لزيادة عدد المتابعين، فهذا التصرف يعد إساءة مباشرة لهذه الروابط المقدسة، فعندما يصبح أفراد الأسرة مجرد وسيلة للظهور أو للإثارة، فإن ذلك يهدم أسس الأسرة.
أمّا في شأن المسؤولية، فعلى ما يُعرَفوا ”بالمؤثرين“ على وسائل التواصل الاجتماعي، أن يتحملون مسؤولية كبيرة تجاه متابعيهم، فهم قدوة للكثيرين، خاصة الشباب، وعندما يلجأ بعضهم لاستغلال أسرهم وعلاقاتهم الشخصية بهدف جمع الإعجابات، فإنهم يرسخون مفهوماً خاطئاً لدى متابعيهم، مفاده أن الشهرة يمكن أن تأتي على حساب المبادئ والقيم، وهذا يرفضه مجتمعنا الأردني الشهم الأصيل.
وفي دور الصحفيين والإعلاميين وأصحاب الكلمة الصالحة كعامر الرجوب، في تسليط الضوء على هذه الظواهر السلبية هو أمر ضروري لتوعية المجتمع وحث المؤثرين الذين يقومون بهذا العمل على التراجع عن مثل هذه الممارسات.
إضافة لذلك، يجب على المجتمع أن يكون واعياً لما يستهلكه من محتوى، وأن يرفض دعم المؤثرين الذين يتجاوزون الحدود الأخلاقية والاجتماعية.
وبخصوص كيفية التأثير السليم وصناعة المحتوى الحقيقي، يجب على المؤثرين أن يدركوا أن الشهرة الحقيقية تأتي من تقديم محتوى مفيد وملهم، وليس من خلال استغلال خصوصيات الأسرة، كما أن على المتابعين أن يكونوا أكثر وعياً وانتقائية لما يتابعونه، وألا ينجرفوا وراء المحتوى الذي يعتمد على الإثارة على حساب القيم.
في النهاية، يجب أن يكون النقد الذي وجهه الإعلامي عامر الرجوب دعوة صريحة لنا جميعاً لإعادة التفكير في كيفية استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي، ولتقدير الروابط الأسرية والحفاظ على حرمتها بعيداً عن حسابات الشهرة والربح المادي.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/06 الساعة 20:20