عمّانُ تبحث عن جدائلها..!
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/27 الساعة 20:18
مدار الساعة - بقلم: عدنان عمر فريج
يوم كان لعمّان جدائل تُرخيها فوق الكتفين ،،
وعباءة وردية تلقيها على أبنائها ،
وتقطف لهم كل مساء نجمتين ،
ويوم كنّا ننتظر نشرة الثامنة لنطمئن بأن المجد مازال يُقبّلها بين العينين ،،
كانت عمان يومها رمحاً عربي القامة ،،
وفرساً لا تثنيه الريح ،،
بوجهها المليح ،،
والابتسامة إياها ،،
ونبرة الصوت العميق إياها ،،
والطلة الحلوة المجلَّلةِ بالمهابةِ إياها ،،
واللغة العربية ،، ومفرداتها ،،
وحروف النداء والعطف فيها ،، !
والضمير المستتر والمتصل والمنفصل منها ،، !!
والأوفياء ،، والأنقياء ،، والطاهرين من رجالها ،، وسادتها ،، وحماتها ،،
يوم كتب العاشق المدلّه بهوى عمان قصيدته ؛
أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين
واهتز المجد وقبّلها بين العينين ،،،
ماكان للطارئين والفاسدين ومتعددي الجنسيات والولاءات والانتماءات ؛ والهابطين بالمظلات ؛ وعابري السبيل والأوطان ، وحملة الحقائب والبزنس ؛ ومحدثي النعمة وأصحاب الحظوة مكان فيها ،، !
فما صدحت حناجرهم معنا يوماً في طابورنا الصباحي.. والطفولة غضة.. والشباب ريَّان:
إني لأقسم بالإله قسماً تخِرُّ له الجباه
أني سأُخلص للمليك وللبلاد مدى الحياة ،،
هؤلاء لم يشربوها مرة على القذى ،،
ولم يأكلوها لقمة مغمّسة بالدمع والقهر والأسى ،،
ولم تخض أقدامهم يوماً في الوحل والشوك والأذى ،،
هؤلاء لم يعرفوا من عمان سوى
جواز سفرها ،، ومطارها ، وبورصتها ، وبنوكها ،، وقصورها ،، وفنادقها ، ونواديها الليليلة ، والشقق المفروشة إياها ،، !!
وحين أرادوا أن يستثمروا فيها ،، ! سرقوا جدائلها السبع وباعوها ،، قصّوا ضفائرها وباعوها ،، سلبوا الكحل من عيونها ،، والشفق الأحمر من خدودها ،، والنسمة العليلة من هوائها ،، والضحكة البريئة في عيون أطفالها ،، والتغريدة الحلوة على شفاه نسائها ،، أخذوا كل جميل في عمّان ،، وكل ثمين ،، وكل ذي بال ،، ! وتركوا عمان لدموعها ،، تبكي على جدائلها المسروقة ،، وضفائرها المقصوصة ،، وأحلامها المفقودة ،،
يا شاعرنا الدافئ والودود،، هل مازال لعمان جدائل تكتب فيها شعرا ،، ؟! وهل عمّانك مازالت تزهو بالعباءات الخضر والشالات الوردية ،، فتلهمك بنثر أو شعر أو بقصيدة ،،!؟
وحين أرادوا أن يستثمروا فيها ،، ! سرقوا جدائلها السبع وباعوها ،، قصّوا ضفائرها وباعوها ،، سلبوا الكحل من عيونها ،، والشفق الأحمر من خدودها ،، والنسمة العليلة من هوائها ،، والضحكة البريئة في عيون أطفالها ،، والتغريدة الحلوة على شفاه نسائها ،، أخذوا كل جميل في عمّان ،، وكل ثمين ،، وكل ذي بال ،، ! وتركوا عمان لدموعها ،، تبكي على جدائلها المسروقة ،، وضفائرها المقصوصة ،، وأحلامها المفقودة ،،
يا شاعرنا الدافئ والودود،، هل مازال لعمان جدائل تكتب فيها شعرا ،، ؟! وهل عمّانك مازالت تزهو بالعباءات الخضر والشالات الوردية ،، فتلهمك بنثر أو شعر أو بقصيدة ،،!؟
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/27 الساعة 20:18