ماذا قال عبدالهادي راجي المجالي عن 30 عاماً من الصحافة

مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/26 الساعة 00:14
مدار الساعة - إبراهيم السواعير -قال الكاتب الصحفي عبد الهادي راجي المجالي إنّ الدول تستطيع بقرار أن تصنع عشرات الوزراء، لكنها لا يمكنها أن تصنع كاتبًا؛ متخذًا من هذا الاستهلال محورًا للحديث عن "صناعة الوعي"، كموضوع في محاضرة له بدائرة المكتبة الوطنية مساء الأربعاء بحضور عدد من المثقفين والإعلاميين.
وتطرق المجالي، في المحاضرة التي قدمته فيها الدكتورة مرام أبو النادي، إلى بداياته مع الصحافة، وإيمانه بها حالة وعي وليس موضوعًا أكاديميًّا، مؤكدًا أنّ "من يقرأ المشهد وقلوب الناس يستطيع بامتياز أن يكون كاتبًا".
وأضاف المجالي، كاتب المقالة اليومية "اجبد" في "الرأي"، إنه ما يزال يقاتل بالكلمة دفاعًا عن الروح والوجدان الأردني، مؤمنًا بمسألة يقينية بالنسبة له، وهي أنَّ أخطر أشكال السيادة هي السيادة على القلب وليس على الأرض أو السماء.
ومن ذلك، تحدث المجالي عن الدولة الأردنية المتفردة والوطن الوحيد الذي قدّم ملكًا وثلاثة من رؤساء وزرائه شهداء لأجل فلسطين في أقلّ من 20 عامًا( الملك عبدالله الأول ابن الحسين، وإبراهيم هاشم، وهزاع المجالي، ووصفي التل)، كما لم يُحكم الأردن إلا من الملوك، متحدثًا عن المؤابيين والعمونيين والهاشميين؛ ولذلك فقد تمثّل الأردنيون دائمًا بأخلاق الملوك.
ونبه المجالي على أهمية "صناعة الوعي"، كمرتكز مهم على الدول أن تعمل عليه، مؤكدًا بعد 30 عامًا من الصحافة، ضرورة أن يكون هذا الوعي متخللًا لمفاصل القرار السياسي والاجتماعي، وعمل رؤساء الحكومات والوزراء، باعتبار صناعة الوعي يجب أن تتطابق جدًّا مع صناعة الوجدان.
وقال إنّ علينا أن نتحسس مشروع الوعي ونقبل بالرأي دون اتهامات أو اغتيال شخصيات الكتَّاب والانطلاق من أنهم محسوبون على أجندات لا تريد خيرًا بالوطن.
وتحدث المجالي عن التشكيلة الأردنية الرائعة اجتماعيًّا في ظلّ احتفالات الأخوة المسيحيين الأردنيين بعيد الميلاد والمباركة الوطنية الواحدة بهذا العيد.
وفي محور آخر من المحاضرة حول مهارات الصحفي وخبراته، حذّر المجالي من الترويج للجهل والانسياق وراء نجوم السوشيال ميديا، داعيًا إلى خطاب إعلامي يراعي التجديد ويؤمن بالمهنية في خضمّ الوسائل الإعلامية الكثيرة ومدَّعي العمل الصحفي.
وتطرق المجالي إلى خطابات "الفقر"، و"الاستبداد"، ضاربًا أمثلةً عديدة من المواقف السياسية، ومنتقلًا إلى موضوع "تسطيح الثقافة" بسبب من الخطاب الإعلامي العربي، في مقارنة مع نشأته المبكرة وجيله على قراءات فلسفية ورومانسية ثقافية لقامات الأدب والفن والفلسفة، مؤكدًا على مقولة "الفضيلة لابدّ وأن تطرد الرذيلة".
وساق المجالي أمثلة لشخصيات الثقافة العربية وأعلامها، كشهادة إبداعية، في قراءته أزمة العقل العربي وفهم الدين والأرضية الثقافية التي كانت شغله الشاغل، في ظلّ نماذج أثّرت فيه وأسست لبنية تحتية في عمله وكتاباته الصحفية.
كما تناول المجالي خطورة تحييد العقل وتغييب الوجدان أيضًا، متحدثًا عن أهمية الفكر السياسي العربي وفترات الدولة العربية الثقافية والإعلامية.
كما تطرق المجالي إلى مواضيع الإصلاح السياسي والشخصيات الحكيمة التي أعجب بها، بما امتلكت من عمق سياسي وفكري ورؤية بعيدة.
وحول مقالاته الصحفية، قال المجالي إن الكاتب الصحفي لا يقدّم خبرًا، بل يثير جدلًا حول موضوع معين يعلّق عليه، من واقع متابعته وقراءاته واختلاطه بصناع القرار والسياسيين، مؤكدًا أنّ السياسي حينما يصل إلى المنصب يصبح شخصيةً عامة، لافتًا إلى أنّ اتساع مساحة التعبير وحكمة النظام السياسي في الأردن تتيح هذا الجدل لما فيه مصلحة الوطن في نهاية المطاف.
وقال المجالي إنّ المذكرات السياسية هي أمر شخصي لمن يكتبها، وأهم المذكرات السياسية هي التي عاشها ويعيشها الناس ممن اكتفوا بمنجزهم السياسي، ولم يتركوا وراءهم مذكرات يؤرخون بها لهذه المنجزات.
وأخيرًا، تطرّق الحضور إلى مواضيع الكتابة الصحفية وشروط المهنية وقانون الجرائم الإلكترونية وتأثير وسائل الإعلام الرقمية ومواضيع التحول الرقمي، والتلفزيونات والإذاعات الوطنية.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/26 الساعة 00:14