سوريا الجديدة والعلاقات الأردنية السورية
مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/24 الساعة 05:14
لطالما كان الأردن يتطلع إلى تعزيز علاقاته بجيرانه ومحيطه العربي، ولطالما تمتع الأردن بعلاقات جيدة مع معظم دول العالم، وذلك بسبب الدبلوماسية الرزينة والحكمة في تناول مختلف القضايا، ومن ضمن تلك الدول؛ الدولة الأقرب والجارة الدولة السورية، فالعلاقات الأردنية السورية اتسمت بالتوافق إلى حد ما، لكن شابها التذبذب في أوقات أخرى، خاصة بعد النزاع المسلح الذي نشب بين النظام السوري آنذاك والمعارضة السورية، التي رفضت الطريقة التي تنتهجها سلطة الأسد في حل أزمة المطالبات الشعبية لتحسين الظروف المعيشية ورفضها المعالجة الأمنية لأصحاب تلك المطالب، والتي تراها المعارضة مشروعة، في حين كانت وجهة نظر النظام السوري في ذلك الوقت أن تلك المطالبات تتبع لأجندات خارجية معادية للدولة.
الأردن بسياساته المتوازنة كان وما زال يرى أن حل أي أزمة تمر بها الأمة العربية الجلوس على طاولة الحوار، وتجنب العنف لأنه لا يفضي إلا إلى مزيد من العنف وتدمير المجتمع المدني وتآكل مقدرات الدولة، والحوار من أنجع الطرق والوسائل التي تكون بمثابة السد المنيع أمام أي تدخلات خارجية علاوة على ذلك صون السلم الأهلي.
وعدم الاتزان في العلاقات بين البلدين ارتفعت وتيرته بعد العام ٢٠١١، ولكن بقي الباب موارباً في محاولة للإبقاء على تنسيق يصب في مصلحة البلدين عبر معبر جابر الحدودي، فالقرب الجغرافي فرض مصالح اقتصادية وتجارية ضرورية لكلا البلدين، لكن بعد النزاع الذي بدأ في العام ٢٠١١، أصبح من الصعوبة بمكان الاستفادة من المعبر الحدودي البري، والذي يمر من خلاله العديد من الشاحنات المحملة بالبضائع القادمة من وإلى الأردن، وكذلك بالنسبة لسوريا فهو الرئة التي تتنفس منها والمنفذ الخارجي لها على العالم بسبب العقوبات الشديدة التي فرضتها أميركا والغرب منذ حكم الأسد الأب.
ومع المسار الجديد الذي خطته سوريا لنفسها، يتطلع الأردن إلى علاقات صحية وسليمة وفاعلة مع الجانب السوري، فالمجتمع الدولي يراقب وعن كثب تطور تشكيل نواة نظام سياسي جديد في سوريا، الذي لم تتحدد ملامحه بعد.
الشعب الأردني والشعب السوري ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما، والمؤمل أن تتوطد العلاقات بين البلدين، وعدم الالتفات إلى ما قبل ذلك، فالتقارب بين الشعبين كبير ومن الضروري بمكان الحفاظ على ذلك التقارب لصالح البلدين، فالأردن يرقب الأوضاع في سوريا الشقيقة ويستعد لبناء علاقات متينة وقوية معها بما يخدم مصالح الدولتين، وسيقدم الدعم الواجب لها من منطلق الأخوة حتى تقف على رجليها.
سوريا وشعبها قادر على أن ينفض غبار الماضي بآلامه ومعاناته، ويمضي في طريق كله عطاء وطموحات وسلام وأمن.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/24 الساعة 05:14