العدوان يكتب: فتح الشام والإدارة بالعلاقات الدوليه
مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/21 الساعة 15:34
ضعف تعامل فتح الشام مع إدارة العلاقات الدولية عقب الإطاحة بنظام الأسد يمكن أن يكون له آثار كارثيه على مستقبل سوريا وعلى قدرتها على استعادة الاستقرار والتأثير في المنطقة. هناك عدة أسباب محتملة لهذا الضعف، تشمل عدم الخبرة في التعاطي مع السياسات الدولية المعقدة، والخلافات الداخلية بين الفصائل السورية، وعدم وضوح الرؤية بشأن التحالفات الدولية والإقليمية و إليكم تحليل لبعض الجوانب التي يمكن أن تساهم في ضعف هذا التعامل
عدم الخبرة الدبلوماسية والسياسية
فصائل مثل "فتح الشام" نشأت في ظروف حرب وصراع مسلح، وغالبية قياداتها تفتقر إلى الخبرة في التعامل مع السياسات الدولية والدبلوماسية التقليدية و هذا النقص في الخبرة يمكن أن يجعلها غير قادرة على إدارة العلاقات المعقدة مع القوى الكبرى والدول الإقليمية، مما يؤدي إلى سوء التقدير أو اتخاذ قرارات غير مدروسة.
وكذلك الخلافات بين الفصائل والاقتتال الداخلي
عقب الإطاحة بالنظام، غالباً ما تبرز الخلافات بين الفصائل التي شاركت في الثورة، حول من له الحق في قيادة المرحلة الجديدة و هذا التشرذم الداخلي يضعف قدرة أي فصيل على التفاوض أو التعامل مع القوى الخارجية بفعالية، ويخلق صورة من عدم الاستقرار السياسي، مما يثني الدول الكبرى عن دعم سوريا بشكل جدي.
غالبًا ما تفتقر الفصائل التي تركز على العمل العسكري إلى رؤية سياسية واضحة بشأن تحالفاتها الدولية ففي حالة فتح الشام، قد يؤدي عدم وضوح الرؤية حول العلاقة مع قوى مثل الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية إلى خسارة فرص مهمة للحصول على الدعم المالي والسياسي. هذا الارتباك في إدارة العلاقات الدولية قد يترك سوريا عرضة للعزلة أو للاستغلال من قبل أطراف أخرى.
ومن الناحيه الإستراتيجية
فسوريا تقع في منطقة استراتيجية تتداخل فيها مصالح قوى إقليمية متعددة، و عدم القدرة على إدارة العلاقات مع هذه الدول بشكل متوازن قد يؤدي إلى تفاقم الصراعات الإقليمية على الأراضي السورية. على سبيل المثال، إذا قررت فتح الشام تعزيز علاقتها مع دولة واحدة على حساب أخرى، فقد تواجه عداءً من الدول المتضررة، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي والأمني في سوريا.
يضاف الى ذلك ان بعض الفصائل المسلحة التي شاركت في الثورة، بما فيها فتح الشام، قد تكون محل ريبة لدى المجتمع الدولي بسبب خلفياتها الأيديولوجية أو ارتباطها السابق بجماعات توصف بالتطرف. هذا يمكن أن يعقد جهود إعادة بناء الثقة مع الدول الغربية والهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة. إن عدم بناء هذه الثقة قد يحرم سوريا من الحصول على الدعم المطلوب في مراحل إعادة الإعمار وإقامة المؤسسات.
كما وتشكل تأثير التدخلات الخارجية
للقوى الخارجية التي شاركت في الصراع السوري، سواء عبر الدعم المباشر أو غير المباشر، مصالح مختلفة وربما متضاربة. عدم قدرة فتح الشام على موازنة هذه التدخلات بشكل ذكي قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الدولية والإقليمية، ويعرقل جهود تحقيق السلام والاستقرار التدخلات الخارجية، سواء تركيا أو روسيا أو الولايات المتحدة، قد تعقد جهود أي فصيل في تحقيق توازن دبلوماسي مستدام.
الضعف في إدارة العلاقات الدولية قد يؤدي إلى استمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا أو عدم رفعها في الوقت المناسب. العقوبات الاقتصادية تؤثر بشكل مباشر على الشعب السوري وعلى جهود إعادة الإعمار، وقد تجعل الدولة عرضة لمزيد من الضغوط الدولية. فشل فتح الشام في إظهار نية حسنة أو الاستجابة للمتطلبات الدولية قد يجعل رفع العقوبات أمرًا صعبًا.
ضعف تعامل فتح الشام أو أي فصيل مسلح بإدارة العلاقات الدولية عقب الإطاحة بنظام الأسد سيكون عقبة كبيرة أمام تحقيق استقرار سوريا واستعادة مكانتها الإقليمية والدولية تحتاج القيادة السورية الجديدة إلى أن تكون واعية لأهمية بناء علاقات دولية متوازنة ومدروسة، وتطوير مؤسسات سياسية ودبلوماسية قادرة على التعامل مع التعقيدات العالمية. الفشل في تحقيق ذلك قد يؤدي إلى استمرار الفوضى والعزلة، ويعرقل جهود إعادة الإعمار والتنمية وختاما على سوريا الدعوة وبشكل عاجل لمؤتمر دولي عربي اسلامي لإعادة الإعمار والبناء على انحازات الثورة.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/21 الساعة 15:34