'الشعب السوري واحد'.. من أجل الديمقراطية لا الدينوقراطية

مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/20 الساعة 10:34

مدار الساعة - في مشهد غير مسبوق في تاريخ البلاد، تجمع مئات السوريين الخميس في ساحة الأمويين في دمشق وطالبوا بإرساء دولة مدنية ديمقراطية وبإشراك النساء في بناء سوريا الجديدة.

قرب نصب السيف الدمشقي الشهير، وفي أول تحرك من نوعه منذ وصول السلطة الجديدة التي تقودها هيئة تحرير الشام إلى العاصمة، تجمع رجال ونساء من أعمار مختلفة مرددين هتافات عدة بينها "الدين لله والوطن للجميع"، و"دولة المواطنة والقانون" و"العلمانية". وجاء في لافتة: "نريد ديمقراطية وليس دينوقراطية" (تيوقراطية).
ويخشى سوريون كثر من توجه السلطة الجديدة إلى إقامة نظام حكم ديني وإقصاء مكونات سورية واستبعاد المرأة من العمل السياسي، رغم سعي الهيئة إلى طمأنة الأقليات الدينية في البلاد واعتمادها خطابا أكثر اعتدالا. فقبل فك الارتباط عن تنظيم القاعدة، كانت "هيئة تحرير الشام" تعرف بـ "جبهة النصرة" وتتبع فكرا جهاديا متطرفا، وهي لا تزال تصنف "إرهابية" من قبل عدد من الدول الغربية.
وكرر المتظاهرون مرارا هتاف "واحد، واحد، واحد، الشعب السوري واحد" في إشارة ضمنية إلى رفض التمييز أو محاولات الإقصاء.
أكثر من خمسين عاما "تحت حكم الطاغية"

قال أيهم عمر همشو (48 عاما): "نقبع منذ أكثر من خمسين عاما تحت حكم الطاغية الذي عطل الحراك الحزبي والسياسي في البلد، واليوم نحاول أن ننظم أمورنا" لكي نصل إلى "دولة علمانية ومدنية وديمقراطية وأن (نحتكم) لما تقوله صناديق الاقتراع".
واقتصر وجود هيئة تحرير الشام على بضعة مقاتلين مسلحين، بعضهم مقنع، جالوا بين المتظاهرين.
بدورها، جاءت الممثلة رغدة الخطيب للمطالبة بحق المرأة في المشاركة في العمل السياسي بعد أيام من تصريح أدلى به المتحدث باسم الإدارة السياسية التابعة للسلطة الجديدة عبيدة أرناؤوط أثار انتقادات عدة. وقال أرناؤوط إن "تمثيل المرأة وزاريا أو نيابيا... أمر سابق لأوانه"، معتبرا أن للمرأة "طبيعتها البيولوجية وطبيعتها النفسية ولها خصوصيتها وتكوينها الذي لا بد من أن يتناسب مع مهام معينة".
"لا يحق لأي أحد قادم إلى دمشق أن يحجّم المرأة بأي شكل"
وبينما كانت تقف مع أصدقائها في عداد الحشد، قالت الخطيب: "لطالما كانت المرأة السورية شريكة، في الشارع وفي حماية المتظاهرين وفي معالجة الجرحى وفي السجون والمعتقلات" خصوصا خلال سنوات النزاع. وأضافت: "المرأة شريكة ولا أحد في الدنيا يمكن أن يقصيها، فما بالك بالمرأة السورية التي عانت كثيرا وما زالت حتى اللحظة تقف على رجليها؟".
وأثارت التصريحات الصادرة عن السلطة الجديدة قلق الباحثة الاجتماعية وداد كريدي، انطلاقا من إيمانها بدور النساء في مرحلة ما بعد الحرب. وقالت بإصرار: "بينما كان الرجال يتقاتلون، نهضت المرأة بالاقتصاد وأطعمت أولادها وحافظت على أسرتها"، مضيفة: "لا يحق لأي أحد قادم إلى دمشق أن يحجّم المرأة بأي شكل".

مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/20 الساعة 10:34