لماذا ترتبط فكرة (دار المسنين) في الذهن الأردني بعقوق الوالدين؟

عبدالهادي راجي المجالي
مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/16 الساعة 08:23

.. لماذا ترتبط فكرة (دار المسنين) في الذهن الأردني بعقوق الوالدين؟

ليس بالضرورة أن كل نزلاء الدار يمتلكون أبناء ذكوراً، وليس بالضرورة أن كل من قرر اختيار الدار مستقراً له في الشيخوخة، يعاني مع إهمال الأبناء..
أنا ذهبت يوما للدار التي احترقت مؤخرا، العيادة الموجودة فيها تعرف دواء كل نزيل وتصرفه له في موعده، وكل من يقطن في الدار إذا احتاج لعناية طبية يحظى بها على الفور.. ناهيك عن أن الأثاث من أفضل الأنواع والأطعمة التي تقدم هناك أفضل بكثير من نصف مطاعم البلد.
تلك وظيفة وزراة التنمية الاجتماعية ووزارة الاتصال، أن تقوم بعرض حقيقة (دور المسنين) للشارع الأردني، وعرض الخدمات التي تقدمها.. وعرض الجهد الذي قامت به السيدة هيفاء البشير في هذا المضمار، ولكن صمت وزارة التنمية.. يجعل صورة (دور المسنين) في الذهن الأردني سوداوية وعقيمة.
منذ أن حدث حريق (دار المسنين).. وعمليات الشيطنة التي تتم لهذه المؤسسات، مستمرة.. وكأن الشعب الأردني يعاني من ضيق اقتصادي وعقوق والدين.. كأننا نفتقر إلى الأخلاق العربية والإسلامية، وكأننا ننسى أن المسن في المجتمعات الغربية هو من يترك منزله ويذهب لدور الرعاية ويدفع مقابل إقامته حتى يحظى بالطعام المناسب والمأكل.. وحتى يحظى بالرفقة.
هذه المؤسسات لم تنشأ عبثا، بل أنشئت لغاية نبيلة.. وهذا من واجبات الدولة وواجبات كل مقتدر، وأظن أن ربط كلمة (دار مسنين) بعقوق الوالدين فيه إساءة متعمدة ومقصودة لدور هذه الدار، ولأهميتها في المجتمع..
تلك ملاحظة يجب أن تقدم لوزارة التنمية، والمطلوب كشف حقيقة الرعاية وحجمها التي يحظى بها المسن، وأهلية هذه الأماكن وفخامتها.. وحجم الراحة الموجود فيها.
حين نقرأ ما كتب عن حادثة (دار المسنين) تحس أن الشعب الأردني صار متهما بأخلاقه وعروبته، وأي عربي مقيم هنا أو في الخارج حين يقرأ ما كتب يصله ذات الشعور..
سؤالي المؤلم كيف تسمح وزارة التنمية الاجتماعية (بشيطنة) هذه الفكرة النبيلة؟.. كان الأولى الدفاع عنها، فالحوادث التي تجري في مثل هذه المؤسسات.. ليست في الأردن وحده بل في كل دول العالم، والحمد لله أن الحادثة كانت بفعل فاعل ولم تكن نتيجة إهمال أو تقصير من الدار ذاتها..
مجرد ملاحظة لوزيرة التنمية الاجتماعية، والتي أعتقد أنها ظلمت في حادثة الدار وتعرضت لنقد.. لا تستحقه أبدا.
Abdelhadi18@yahoo.com

مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/16 الساعة 08:23