الخرابشه تكتب: سوريا بين التحرير وألم السجون
مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/15 الساعة 13:35
مدار الساعة - لين نذير الخرابشه - جامعه البلقاء التطبيقية - عندما نذكر سوريا، يقفز إلى الأذهان مشهدان متناقضان: الأول، وطن يناضل من أجل الحرية، والثاني، ظلال السجون التي ابتلعت آلاف الأرواح بين الحلم بالتحرر والواقع القاسي للمعتقلين، تشكلت فصول مليئة بالمعاناة والرجاء هذه ليست مجرد قصص عن الصراع، بل عن الإنسان الذي ينهض رغم الجراح
1. حلم التحرير بين الأمل والدماء:
بدأت الثورة السورية في عام 2011 كحلم بريء بالحرية، حيث خرج السوريون إلى الشوارع ينادون بإصلاحات سلمية لكن سرعان ما تحولت المظاهرات إلى صراع دموي مع اشتداد القمع المدن التي كانت رمزًا للحياة أصبحت ساحات حرب: حمص، حلب، إدلب، ودرعا.
ومع ذلك، ظل الأمل حاضرًا في قلوب الناس، حيث ارتبط التحرير بفكرة استعادة الكرامة التي فقدها السوريون لعقود
التحرير بالنسبة للسوريين لم يكن مجرد استعادة للأرض من قبضة النظام أو قوى أخرى، بل كان رغبة عميقة في بناء وطن جديد، وطن يتسع للجميع.
2. السجون السورية: عالم من العتمة
من أكثر الجوانب إيلامًا في الصراع السوري هو ما حدث داخل السجون أصبحت السجون السورية رمزًا للوحشية، حيث تم احتجاز عشرات الآلاف من الناشطين والمواطنين العاديين كانت السجون، مثل سجن صيدنايا، أماكن لا يسمع فيها سوى أنين المعذبين، وأماكن تفقد فيها الإنسانية معناها
- أساليب التعذيب:
كان المعتقلون يتعرضون لأنواع شتى من التعذيب: الضرب المبرح، الصعق بالكهرباء، الإذلال النفسي، وحتى التعليق من الأطراف لساعات طويلة كان الهدف ليس فقط معاقبة الجسد، بل كسر الروح.
- شهادات المعتقلين:
كنت أسمع صرخات تأتي من الغرف المجاورة شعرت وكأن الجدران نفسها تتألم كنا نعيش على القليل من الماء والخبز المتعفن، وأحيانًا كنا نتمنى الموت بدلًا من أن نعيش هذا الكابوس.
هكذا وصف أحد المعتقلين ما عاشه داخل السجن.
- المفقودون:
لا يزال آلاف السوريين مفقودين الأمهات والآباء يبحثون عن أي خبر عن أحبائهم الذين اختفوا بعد اعتقالهم البعض مات تحت التعذيب، والبعض الآخر لا يزال مصيره مجهولًا.
3. النور وسط الظلام: قصص التحرر
رغم قسوة السجون، ظهرت قصص تحرر أعادت الأمل للكثيرين بعض المعتقلين تمكنوا من النجاة ورواية قصصهم للعالم، ليصبحوا شهودًا على الجرائم التي وقعت هؤلاء الناجون ليسوا فقط ضحايا، بل أبطال ناضلوا بصمت ضد آلة القمع
4. المسؤولية الدولية تجاه سوريا
الجرائم التي حدثت في السجون السورية ليست فقط قضية سورية، بل هي وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء المجتمع الدولي مطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، سواء من خلال محاكم دولية أو إجراءات قانونية تمنع الإفلات من العقاب.
5. التحرير الحقيقي: الحرية والعدالة
التحرير في سوريا لا يعني فقط إنهاء الحرب أو استعادة الأراضي، بل يعني استعادة العدالة والكرامة لكل من عانى في هذا الصراع يعني الاعتراف بمعاناة المعتقلين والمفقودين والعمل على بناء سوريا جديدة، خالية من الظلم والاستبداد.
وفي الختام سوريا اليوم تقف عند مفترق طرق بين جراح الماضي وأمل المستقبل، تظل قصص التحرير وألم السجون شاهدًا على قوة الشعب السوري وصموده ورغم الظلام الذي خيم على السجون، فإن شعلة الأمل لا تزال مضيئة في قلوب السوريين، تذكرهم بأن الحرية ليست حلمًا بعيدًا، بل حقًا سينالونه يومًا ما.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/15 الساعة 13:35