خامنئي يتحدى بعد سقوط النظام في سوريا.. ماذا يمكنه أن يفعل؟

وسعت إيران إلى إظهار وجهها الشجاع في الإطاحة المفاجئة بحليفها السوري بشار الأسد، مؤكدة أنها ستفعل ذلك تستمر إيران في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة حتى بعد إجلاء الآلاف من مواطنيها أثناء استيلاء المتمردين على دمشق.

وقال علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، يوم الأربعاء في أول تعليقات له منذ هزيمة النظام في سوريا إن "جبهة المقاومة" الإيرانية المكونة من الحلفاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط سوف "تزداد قوة تحت الضغط" و"توسع نطاقها في المنطقة بأكملها".

ولكن طهران اعترفت أيضًا بإجلاء مواطنيها من سوريا في مواجهة تقدم المتمردين الإسلاميين. وقالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني: "تم نقل أكثر من 4000 مواطن إيراني جواً إلى وطنهم من سوريا على متن 10 رحلات جوية لشركة ماهان للطيران في الأيام الثلاثة الماضية"، مضيفة أن وزارة الخارجية ستضمن إجلاء كل مواطن إيراني.

ويرى المحللون أن سقوط الأسد بمثابة ضربة قاسية للنفوذ الإقليمي الذي رعته إيران على مدى العقود الأربعة الماضية من خلال وكلاء وأنصار حريصين على مواجهة كل من إسرائيل والولايات المتحدة. استخدمت إيران سوريا كطريق إمداد لمساعدة وتمويل حزب الله في لبنان والميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن.

وكانت القوات والمرافق العسكرية الإيرانية، المتمركزة في سوريا لسنوات عديدة، هدفًا لضربات جوية إسرائيلية خلال العام الماضي. كما اغتالت إسرائيل قادة حزب الله واستهدفت مخزونات الأسلحة والبنية التحتية للجماعة قبل وقف إطلاق النار المتفق عليه الشهر الماضي.

وحذر خامنئي من الإيحاءات بأن إيران نفسها ستضعف بسبب الأحداث في سوريا ولبنان. وقال: "إيران قوية وستزداد قوة"، محذرًا من أن "استخدام التعليقات أو التحليلات لتثبيط عزيمة الناس يعد جريمة".

وتدرس طهران بحذر كيفية التعامل مع حكام سوريا الجدد، وأثار اثنان من المشرعين الإيرانيين السابقين مخاوف بشأن ديون سوريا لإيران، والتي قالا إنها "لا تستحقها".

وقال خامنئي إن هذه الأموال بلغت مليارات الدولارات.

ومع ذلك، يبدو أن خامنئي يأمل أن يتحول الوضع في نهاية المطاف لصالح طهران. قال: "إن احتفال البعض في دمشق والاستيلاء على منازل الناس، أو قيام النظام الصهيوني بقصف أهداف في سوريا... لن يدوم طويلاً. سوف ينهض الشباب السوري ويغير الوضع".

ومع ذلك، اعترف بأن هذا قد يستغرق وقتًا طويلاً.