هياجنه يكتب: العدالةُ أولاً

أ.د. عبد الناصر زياد هياجنه
مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/11 الساعة 16:29
تعجز الكلماتُ أن تصف أو تتفاعل مع يظهر في سوريا العزيزة بعد سقوط حكم البعث وهروب المجرم بشار الأسد من البلاد وانهيار نظامه الإجرامي. لكن المهم ألا يفلت المجرمُ الساقط وزمرته المجرمة من اللعناتِ في الدنيا والآخرة، والأهمُ ألا يفلت المجرم وزمرته من العدالةِ والمحاسبة والعقاب في الدنيا، وعند الله تجتمعُ الخصوم.
فظائع لا تخطر على باب بشر، وجرائم يندى لها الجبين، وسلوك إجرامي منحطٌ تترفع عنه الحيوانات في أشد صور وحشيتها! هذا ما كان يجري، وربما هو القليل مما وصلنا، واللهُ أعلمُ بما كان يجري وجرى لأهلنا في سوريا العزيزة على أيدي المجرم الساقط "بشار الأسد وأبيه المجرم" لعنهم الله في الدنيا والآخرة. ولعن كل مَنْ عاونهم وأطاعهم في دمٍ وتعذيبٍ واعتقالٍ وإخفاء وتهجير وإذلال.من الواضح أن سوريا تخلصت من أبشع حكمٍ عرفه التاريخ البشري المعاصر، فحجم الإجرام الذي تكشّف، يخرج عن كل تصورٍ آدمي أو حيواني ولا يمكن وضعه في أي إطارٍ قانوني أو أخلاقي أو ديني، بل ويخرج كلياً عن الفطرة الإنسانية والحيوانية، هو يشكل حالةً خاصةً من الإجرامِ والحقد والشر وانتكاسة الفطرة، تستدعي العقاب الشديد الذي يكفل للضحايا السلام وهدأة الأرواح.إن أي حديثٍ عن المصالحة والتسامح قبل المحاسبة والقصاص هو خيانةٌ لدماء وعذابات الضحايا، فالعدالةُ مطلوبة أولاً وقبل المصالحة والمسامحة وحتى قبل البناء وإعادة الإعمار والتنمية. فسوريا لن تهدأ جراحها بالمصالحة؛ بل بالمحاسبة والتعويض والمصالحة والحذر الشديد من العودة بالزمن إلى الوراء بأن يتم وضع أطرٍ دستوريةٍ وقانونيةٍ وتنفيذيةٍ ورقابيةٍ صارمةٍ لمن يتولى المسؤولية العامة أياً كان وفي أي موقع.كان هناك ألفُ سببٍ وسبب لإسقاط المجرم سفّاح الشام وزمرته، آخرها وأقلها أهمية أنه والمقبور أبيه عملاء للصهاينة والغرب المنافق! فالحمد لله على ما صار ونسألُ الله العدالة للشهداء والضحايا، فمعركة تحقيق العدالة طويلة. والحمد لله الذي أقر أعيننا بسقوط هذا النظام البغيض القذر، فهذا مما يواسي بعضَ الشيء بعد كل التضحيات والعذابات التي عاشها أهلنا في سوريا العزيزة على مدى العقود الستة الماضية. وندعو الله أن يكون في كل ما حدث عبرةً للجميع.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/11 الساعة 16:29