كيف سقط نظام الأسد؟
مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/09 الساعة 08:06
سياسياً يعتبر سقوط بشار الأسد ليس وليد اللحظة كما يعتقد البعض، فعندما تفقد شرعيتك بين معظم أبناء شعبك وتحكمهم بالخوف فأنت نظام على شفا حفرة من السقوط، وهذا ما كان ينتظر النظام في سوريا.
ما حدث في سوريا يجعلنا نؤكد أن الجبهة الداخلية المتمسكة والموحدة هي عامود استقرار الحكم لأي دولة، وتحدثنا في مقال سابق منذ أشهر عن أهمية وحدة وتماسك الجبهة الداخلية ووضحنا المطلوب من الشعب اتجاه هذا الامر الذي يعتبر ركيزة اساسية لاستقرار أي دولة.
الجبهة الداخلية ممزقة منذ سنوات في سوريا ولكن كان نظام الأسد يرتكز على دعم الحلفاء، هذا الدعم وهذه التحالفات التي أصبحت في وقتنا هذا مثل وهن العنكبوت وقابلة للتغيير في أي لحظة مقابل تغيير المصالح والتسويات الدولية فتصبح الدولة التي تعتمد بتماسكها على دعم حليف خارجي لها معرضة للسقوط خلال وقت قصير أشبه بأن يكون كالحلم.
العلاقات الخارجية وانشاء تحالفات أمر أساسي لأي دولة ولكن بدون جبهة داخلية صلبة وموحدة بين المجتمع وجميع أركان الدولة فلا قيمة للتحالفات ولا للعلاقات الخارجية وتصبح معروضا في المزاد العلني في سوق التسويات الدولية.
في السياسة كل شيء متغير ولا ثابت الا التماسك والوحدة الداخلية وعلى الدول القوية ان تضع هذا الامر في صلب أولوياتها وتقدم كل ما يخدم هذا التماسك، لا بل عليها التنازل في بعض الأحيان والتضحية من أجل صلابة الجبهة الداخلية أما التعنت من اجل مصالح شخصية وفردية لبعض افراد النظام فقد يؤدي لزعزعة الجبهة الداخلية.
الآن على المعارضة السورية ان تقدم نفسها كجهة رسمية قادرة على نقل الحكم بسلاسة وسلمية واجراء انتخابات حقيقية دون ان يشارك فيها قادة المعارضة وان يعرفوا تماما ان الانتقال من الثورة الى الدولة بحاجة لرجالات دولة وليس فقط لرجال ثورة وان الحكم بعد فترة الاسد العميقة يحتاج لخبرة كبيرة والا سيكون مصيرهم كمصير ثورات عربية سابقة أدت الى تقسيمات كونفدرالية بناء على طائفية وتقسيم داخلي وخسارة سوريا العربية لا قدر الله.
حمى الله الأردن وطنا ومليكا وشعبا آمنا مستقرا متماسكا
مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/09 الساعة 08:06