فريحات يكتب: زوال مشروع الهلال الشيعي وتأثيره على المنطقة

العقيد المتقاعد رائد فريحات
مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/08 الساعة 20:21
شهدت الساحة السورية تطورات سياسية وميدانية غير مسبوقة بعد أن تمكنت قوى المعارضة، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام والفصائل الداعمة لها، من إنهاء #نظام بشار الأسد والسيطرة على العاصمة دمشق ومفاصل الدولة السورية.
ومن أبرز الأحداث التي صاحبت هذه التحولات اقتحام السفارة #الإيرانية في دمشق ومغادرة القوات الإيرانية، بما في ذلك الحرس #الثوري ومستشاري #حزب الله اللبناني و هذا التطور أسهم بشكل كبير في إنهاء #الوجود الإيراني في سوريا، وبالتالي #تقويض مشروع "الهلال الشيعي" الذي كان يسعى لمد نفوذه في المنطقة عبر دعم #الأذرع الإيرانية بالمال والسلاح.
ويشكل #زوال المشروع الإيراني في سوريا نقطة تحول كبرى، خاصة بعد أن كان هذا المشروع #يُستخدم كقاعدة انطلاق لزعزعة #استقرار المنطقة، سواء في لبنان أو فلسطين ، و التغيرات الحالية قد تفتح الباب أمام #استقرار إقليمي، بعيدًا عن الحروب والصراعات التي أثرت بشكل مباشر على #الاقتصاد والأمن في المنطقة.
اما بالنسبة للأردن، فإن التطورات في سوريا تحمل العديد من #الإيجابيات منها ، ملف #اللاجئين السوريين حيث إن استقرار الوضع في سوريا يتيح إمكانية #إعادة اللاجئين إلى بلادهم بشكل طوعي، ما يخفف من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية التي تحملها الأردن نتيجة #استضافتهم.
إضافة إلى تراجع نشاط #الميليشيات الشيعية المسلحة، التي كانت مسؤولة عن تهريب #المخدرات والأسلحة عبر الحدود الشمالية، ويمثل خطوة مهمة في تعزيز أمن الحدود الأردنية وإزالة عبء كبير عن #القوات المسلحة الأردنية.
وفي ذات السياق ، لطالما كانت العلاقات بين الأردن وسوريا مبنية على الروابط التاريخية والسياسية ، وهذه المرحلة الجديدة قد تعزز فرص #إعادة بناء تلك العلاقات بعيدًا عن تأثيرات التدخل الإيراني.
كما ان ما تحقق في سوريا لا يقتصر على إنجاز #محلي بل يمتد ليخدم المنطقة العربية بأسرها ، وأن بناء دولة سورية #معاصرة ومستقلة عن #النفوذ الإيراني يفتح الباب أمام استقرار سياسي واقتصادي جديد ، وقد أرسلت قوى المعارضة رسائل #طمأنة إلى الداخل السوري والدول المجاورة، ما يعزز التوقعات بأن الوضع السوري سيكون أفضل على المدى #القريب والمتوسط.
وفي الختام ، إن زوال #مشروع الهلال #الشيعي يشكل فرصة تاريخية لإعادة #صياغة مستقبل المنطقة على أسس من الاستقرار والتعاون .
وبالنسبة للأردن، فإن هذه التطورات تدعم #تطلعاته المستقبلية من خلال تعزيز أمنه الداخلي، تحسين اقتصاده، وحل الملفات العالقة مثل قضية اللاجئين ، وبالتالي المساهمة في إعادة بناء أسس السلام والاستقرار والمساهمة في إنهاء الحرب على قطاع غزة وإعادة أجواء التفاؤل والأمان لشعوب المنطقة .
مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/08 الساعة 20:21