عيد الكتروني ؟!

مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/25 الساعة 16:59
في ليلة العيد عشرات وعشرات الرسائل والصور والتهاني الجاهزة، يتداولها الناس، قد تأتيك ذات الرسالة او الصورة مرات عديدة ، وقد يكون بعضها عابرا للقارات ، قادما من اقاصي الأرض عبر احد الاصدقاء، ويكون بعضها من احد افراد العائلة وربما من ذات البيت او حتى من ذات الغرفة، هذه الرسائل تحمل الامنيات الكبيرة والتمنيات العظيمة، ولكنها لن تثير في النفوس الا مقدار ا ضئيلا من الفرح ، وقد لا تثير شيئا البتة، ليس لكثرة تكرارها وحسب بل لأنها كتبت ربما ببرود ولا مبالاة ، ولعل تنقلها من مكان إلى آخر ثم آخر، وتناثرها أمام اعين القارئين زاد من برودتها، فتلاشت مشاعر الفرح المفترض أن تثيره وتجلبه، هذا فرح إلكتروني باهت ضئيل حد التلاشي، أذكر في زمن ما وعهد قديم، زمن الثمانينات حيث لم نعرف بعد كل هذه التقنيات والوسائل، التي يطلق عليها وسائل التواصل الاجتماعي، أذكر في ذلك الزمن البعيد وقد كنت طفلا بعد، كنت في رفقة امي رحمة الله عليها وشقيقتي الكبرى ، كنا في زيارة إلى بيت احد الأسر الصديقة ، هناك بدأت النسوة يتبادلن التحية والمصافحة ، وقبيل ذلك من مسافة تسمح بمتابعة الحديث يبدأن بالسؤال عن بعض الغياب، قالت إحداهن بعد أن استنفذت ما اتيح لها من قبل، وتساءلت باستغراب وهل تعد التحية عن بعد بالأشارة والتلويح سلاما؟؟!! لاشيء يغني عن اشتعال العطر بدفء الكف في المصافحة.. كان ذلك زمنا مضى، ترى ماذا كانت ستقول تلك السيدة عن التحية والسلام الإلكتروني، الفرح والحزن الإلكتروني، وعن الأعياد الإلكترونية.....
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/25 الساعة 16:59