جعفر حسان على عجلة من أمره.. والعنزة إذا طارت فهي بالتأكيد ليست عنزة

مدار الساعة - نهار ابو الليل - جعفر حسان على عجلة من أمره. يريد ان تحقق حكومته انجازات من لحم ودم. فيما الثغرات التي فتحتها حكومات سابقة على الأرض، يعمل الرجل على معالجتها بصورة عاجلة. وهذا ما يدعو الى الاعجاب.
ليس هذا وحسب. الرجل يملك وزراء يبدو ان اللغة المشتركة بينهم تسمح لحرية العمل السريع.نحن هنا نتحدث عن فريق وزاري يريد أن يلاحق كل مفيد للأردنيين، وضمنه وزير الدولة لتطوير القطاع العام خير أبو صعيليك.الكيمياء التي بين جعفر وابو صعيليك سمحت بنتائج مهمة على الارض.دعونا هنا نفتح قوساً على التعديلات على نظام إدارة الموارد البشرية في القطاع العام. شيء ما يدعو الى الاعجاب. إن التشوهات التي رافقت اصرار المسؤولين السابقين عليها انتهت الى معالجة مبدعة من الحكومة الحالية.حكومة جعفر حسان لا تصر على انها عنزة حتى وإن طارت. عندما طارت فهي ليست عنزة بالتأكيد. وهذا هو سر الاختلاف بين حكومات سابقة ومسؤولين سابقين وهذه الحكومة.بين يدي التعديلات على نظام ادارة الموارد البشرية ما يدعو الى الراحة في نفوس موظفي القطاع العام الحاصلين على إجازات من دون راتب، من الذين التحقوا بفرص عمل في الخارج.السوق متخم بالعاطلين عن العمل، ثم يأتي قرار العنزة الطائرة لمسؤولين سابقين ليضيف أعباء اضافية الى السوق. وكأن كاهل الوظائف ينقصها ذلك.الكثيرون من المغتربين الأردنيين الذين كانوا يرفدون المجتمع واسرهم بالعملة الصعبة وقد افسحوا مقاعدهم الوظيفية لاشخاص آخرين ممن ينتظرون الوظيفة. هؤلاء كانوا يستعدون لتقديم استقالاتهم من وظائفهم في الخارج للعودة إلى المملكة وبالتالي تفويت فرصة تحسين أوضاعهم المعيشية، أولاً ثم فتح الباب امام شباب آخرين ينتظرون الوظيفة للعمل مكانهم في اسواق المملكة، فالمسألة هنا احجار تسند بعضها بعضا كما لعبة احجار الدومينو. فثبات السطر الاول يعني ثبات الاسطر اللاحقة وهكذا.لهذا فإن التعديلات من شأنها ان تعالج مسائل غير مباشرة تتعلق بتحويلات العاملين في الخارج والتي كانت بعض التحليلات تشير إلى إمكانية تراجعها بسبب اضطرار الكثير من الأردنيين في الخارج للعودة.كما ان التعديلات المقترحة تنطوي على نوع من العدالة حيث أنها تسمح للموظفين بفرصة الحصول على إجازة من دون راتب والالتحاق بفرص عمل خارجية أو داخلية برواتب أعلى خصوصاً في ظل عدم قدرة القطاع الحكومي على رفع رواتب الموظفين في الوقت الحالي بسبب محدودية الموارد المالية.